70 - سورة المعارج 40 44 .
واستهزائه برسول الله A وبما نزل عليه من الوحي وادعائهم دخول الجنة بطريق السخرية وينشء بدلهم قوما آخرين فان قدرته تعالى على ما يعلمون من النشأة الأولى حجة بينة على قدرته تعالى على ذلك كما يفصح عنه الفاء الفصيحة في قوله تعالى فلا اقسم برب المشارق والمغارب والمعنى اذا كان الأمر كما ذكر من أنا خلقناهم مما يعلمون فأقسم برب المشارق والمغارب انا لقادرون على أن نبدل خيرا منهم اي نهلكهم بالمرة حسبما تقتضيه جناياتهم ونأتي بدلهم بخلق آخرين ليسوا على صفتهم وما نحن بمسبوقين بمغلوبين ان اردنا ذلك لكن مشيئتنا المبنية على الحكم البالغة اقتضت تأخير عقوباتهم فذرهم فخلهم وشأنهم يخوضوا في باطلهم الذي من جملته ما حكى عنهم ويلعبوا في دنياهم حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون وهو يوم البعث عند النفخة الثانية لا يوم النفخة الاولى كما توهم فان قوله تعالى يوم يخرجون من الأجداث بدل من يومهم وقرىء يخرجون على البناء للمفعول من الاخراج سراعا حال من مرفوع يخرجون اي مسرعين كأنهم الى نصب وهو كل ما نصب فعبد من دون الله تعالى وقرىء بسكون الصاد وبفتح النون وسكون الصاد ايضا يوفضون يسرعون خاشعة ابصارهم وصفت ابصارهم بالخشوع مع انه وصف الكل لغاية ظهور آثاره فيها ترهقهم ذلة تغشاهم ذلة شديدة ذلك الذي ذكر ما سيقع فيه من الأحوال الهائلة اليوم الذي كانوا يوعدون في الدنيا عن النبي A من قرأ سورة سأل سائل اعطاه الله تعالى ثواب الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون