71 - سورة نوح عليه السلام 1 4 .
سورة نوح عليه السلام مكية وآياتها ثمان وعشرون .
بسم الله الرحمن الرحيم انا ارسلنا نوحا الى قومه أن انذر قومك اي بأن انذرهم على أن ان مصدرية حذف منها الجار وأوصل اليها الفعل فان حذفه مع أن وان مطرد وجعلت صلتها امرا كما في قوله تعالى وأن اقم وجهك لأن مدار وصلها بصيغ الأفعال دلالتها على المصدر وذلك لا يختلف بالخبرية والانشائية ووجوب كون الصلة خبرية في الموصول الاسمى انما هو للتوصل الى وصف المعارف بالجمل الخبرية وليس الموصول الحرفي كذلك وحيث استوى الخبر والانشاء في الدلالة على المصدر استويا في صحة الوصل بهما فيتجرد عند ذلك كل منهما عن المعنى الخاص بصيغته فيبقى الحدث المجرد عن معنى الأمر والنهي والمضي والاستقبال كأنه قيل ارسلناه بالانذار وقيل المعنى ارسلناه بأن قلنا له انذر اي ارسلناه بالأمر بالانذار ويجوز ان تكون أن مفسرة لما في الارسال من معنىالقول فلا يكون للجملة محل من الاعراب وعلى الأول محلها النصب عند سبويه والفراء والجر عند الخليل والكسائي كما هو المعروف وقرىء انذر بغير ان على ارادة القول من قبل أن يأتيهم عذاب اليم عاجل او آجل لئلا يبقى لهم عذر ما أصلا قال استئناف مبنى على سؤال نشأ من حكاية ارساله E بالوجه المذكور كأنه قيل ما فعل E فقيل قال لهم يا قوم اني لكم نذير مبين منذر موضح لحقيقة الأمر وقوله تعالى ان اعبدوا الله واتقوه وأطيعون متعلق بنذير على الوجهين المذكورين يغفر لكم من ذنوبكم اي بعض ذنوبكم وهو ما سلف في الجاهلية فان الاسلام يجبه ويؤخركم الى أجل مسمى هو الأمد الأقصى الذي قدره الله تعالى لهم بشرط الايمان والطاعة وراء ما قدره لهم على تقدير بقائهم على الكفر والعصيان فان وصف الأجل بالمسمى وتعليق تأخيرهم اليه