بسم الله الرحمن الرحيم يأيها المزمل أي المتزمل بثيابه إذا تلفف بها فأدغم التاء في الزاء وقد قرىء على الأصل وقرىء المزمل من زمله مبنيا للمفعول ومبنيا للفاعل قيل خوطب به النبي A تهجينا لما كان عليه من الحالة حيث كان E متلففا بقطيفة مستعد للنوم كما يفعله من لا يهمه أمر ولا يعنيه شأن فأمر بأن يترك التزمل إلى التشمر للعبادة والهجود إلى التهجد وقيل دخل E على خديجة وقد جئث فرقا أول ما أتاه جبريل عليهما السلام وبوادره ترعد فقال زملوني زملوني فحسب أنه عرض له فبينا هو على ذلك إذ ناداه جبريل فقال يأيها المزمل فيكون تخصيص وصف التزمل بالخطاب للملاطفة والتأنيس كما في قوله E لعلى رضى الله عنه حين غاضب فاطمة Bها فأتاه وهو نائم وقد لصق بجنبه التراب قم يا أبا تراب ملاطفة وإشعارا بأنه غير عاتب عليه وقيل المعنى يأيها الذي زمل أمرا عظيما هو أمر النبوة أي حمله والزمل الحمل وإزدمله أي احتمله فالتعرض للوصف حينئذ للإشعار بعليته للقيام أو للأمر به فإن تحميله E لأعباء النبوة مما يوجب الإجتهاد في العبادة .
قم الليل أي قم إلى الصلاة وانتصاب الليل على الظرفية وقيل القيام مستعار للصلاة ومعنى قم صل وقرىء بضم الميم وفتحها .
إلا قليلا استثناء من الليل وقوله تعالى .
نصفه بدل من الليل الباقي بعد الثنيا بدل الكل أي قم نصفه والتعبير عن النصف المخرج بالقليل لإظهار كمال الأعتداد بشأن الجزء المقارن للقيام والإيذان بفضله وكون القيام فيه بمنزلة القيام في أكثره في كثرة الثواب واعتبار قلته بالنسبة إلى الكل مع عرائه عن الفائدة خلاف الظاهر أو انقص منه أي انقص القيام من النصف المقارن له في الصورة الأولى