78 - سورة النبأ 1 2 .
سورة النبأ مكية وآياتها اربعون .
بسم الله الرحمن الرحيم .
عم .
اصله عما فحذف منه الألف اما فرقا بين ما الاستفهامية وغيرها او قصدا للخفة لكثرة استعمالها وقد قرىء على الأصل وما فيها من الابهام للايذان بفخامة شأن المسؤل عنه وهوله وخروجه عن حدود الأجناس المعهودة اي عن أي شيء عظيم الشأن .
يتساءلون .
أي أهل مكة وكانوا يتساءلون عن البعث فيما بينهم ويخوضون فيه انكارا واستهزاء لكن لا على طريقة التساؤل عن حقيقته ومسماه بل عن وقوعه الذي هو حال من أحواله ووصف من أوصافه فان ما وان وضعت لطلب حقائق الأشياء ومسميات أسمائها كما في قولك ما الملك وما الروح لكنها قد يطلب بها الصفة والحال تقول ما زيد فيقال عالم أو طبيب وقيل كانوا يسألون عنه الرسول A والمؤمنين استهزاء كقولهم يتداعونهم اي يدعونهم وتحقيقه ان صيغة التفاعل في الأفعال المتعدية موضوعة لافادة صدور الفعل عن المتعدد ووقوعه عليه بحيث يصير كل واحد من ذلك فاعلا ومفعولا معا لكنه يرفع باسناد الفعل اليه ترجيحا لجانب فاعليته ويحال بمفعوليته على دلالة العقل كما في قولك تراءى القوم أي رأى كل واحد منهم الآخر وقد تجرد عن المعنى الثاني فيراد بها مجرد صدور الفعل عن المتعدد عاريا عن اعتبار وقوعه عليه فيذكر للفعل حينئذ مفعول متعدد كما في المثال المذكور او واحد كما في قولك تراءوا الهلال وقد يحذف لظهوره كما فيما نحن فيه فالمعنى عن أي شيء يسأل هؤلاء القوم الرسول A والمؤمنين وربما تجرد عن صدور الفعل عن المتعدد ايضا فيراد بها تعدده باعتبار تعدد متعلقه مع وحدة الفاعل كما في قوله تعالى فبأي آلاء ربك تتمارى وقوله تعالى .
عن النبأ العظيم .
بيان لشأن المسؤل عنه اثر تفخيمه بابهام امره وتوجيه اذهان السامعين نحوه وتنزيلهم منزلة المستفهمين فان ايراده على طريقة الاستفهام من علام الغيوب للتنبيه على أنه لانقطاع قرينه وانعدام نظيره خارج عن دائرة علوم الخلق خليق بأن يعتنى بمعرفته ويسأل عنه كأنه قيل عن أي شيء يتساءلون هل أخبركم به ثم قيل بطريق الجواب عن النبأ العظيم على منهاج قوله تعالى لمن الملك اليوم