4849 - آل عمران .
البته وقيل الأمر ومنه قوله تعالى وقضى ربك .
فإنما يقول له كن لا غير .
فيكون من غير ريث وهو كما ترى تمثيل لكمال قدرته تعالى وسهولة تأتى المقدورات حسيما تقتضيه مشيئته وتصوير لسرعة حدوثها بما هو علم فيها من طاعة المأمور المطيع للآمر القوى وبيان لأنه تعالى كما يقدر على خلق الأشياء مدرجا بأسباب ومواد معتادة يقدر على خلقها دفعة من غير حاجة إلى شىء من الأسباب والمواد .
ويعلمه الكتاب أى الكتابه أو جنس الكتب الإلهيه .
والحكمه أى العلوم وتهذيب الأخلاق .
والتوراة والإنجيل إفرادهما بالذكر على تقدير كون المراد بالكتاب جنس الكتب المنزلة لزيادة فضلهما وإناقتها على غيرها والجمله عطف على يبشرك أو على وجيها أو على يخلق أو هو كلام مبتدأ سيق تطييبا لقلبها وإزاحة لما أهمها من خوف اللائمه لما علمت أنها تلد من غير زوج وقرىء ونعلمه بالنون .
ورسولا إلى بني إسرائيل منصوب بمضمر يعود إليه المعنى معطوف على يعلمه أى و يجعله رسولا إلى بني إسرائيل أى كلهم وقال بعض اليهود إنه كان مبعوثا إلى قوم مخصوصين ثم قيل كان رسولا حال الصبا وقيل بعد البلوغ وكان أول أنبياء بنى إسرائيل يوسف E وقوله تعالى .
أنى قد جئتكم معمول لرسولا لما فيه من معنى النطق أى رسولا ناطقا بأنى الخ وقيل منصوب بمضمر معمول لقول مضمر معطوف على من يعلمه أى ويقول أرسلت رسولا بأنى قد جئتكم الخ وقيل معطوف على الآحوال السابقه ولا يقدح فيه كونها فى حكم الغيبه مع كون هذا فى حكم التكلم لما عرفت من أن فيه معنى النطق كأنه قيل حال كونه وجيها ورسولا ناطقا بأنى الخ وقرىء ورسول بالجر عطفا على كلمة والباء في قوله تعالى .
بآية متعلقة بمحذوف وقع حالا من فاعل الفعل على أنها للملابسه والتنوين للتفخيم دون الوحدة لظهور تعددها وكثرتها وقرىء بآيات أو بجئتكم على أنها للتعدية ومن فى قوله تعالى .
من ربكم لابتداء الغاية مجازا متعلقة بمحذوف وقع صفة لآية إى قد جئتكم ملتبسا بآية عظيمة كائنة من ربكم أوأتيتكم بآية عظيمة كائنة منه تعالى والتعرض لوصف الربوبية مع الإضافة إلى ضمير المخاطبين لتأكيد إيجاب الإمتثال بما سيأتى من الاوامر و قوله تعالى .
أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير بدل من قوله تعالى أنى قد جئتكم ومحله النصب على نزع الجار عند سيبويه والفراء والجر على رأى الخليل والكسائى أو بدل من آية وقيل منصوب بفعل مقدر أى أعنى أبى الخ وقيل مرفوع على أنه خبر مبتدأ أى هى أنى أخلق لكم وقرئ بكسر الهمزة على ألاستئناف أى أقدر لكم أى لإجل تحصيل إيمانكم ودفع تكذيبكم إياى من