57585960 - 60 آل عمران .
ليس لواحد منهم ناصر واحد .
وأما الذين آمنوا بما أرسلت به .
وعملوا الصالحات كما هو ديدن المؤمنين .
فيو فيهم أجورهم أي يعطيهم إياها كاملة ولعلالألتفات إلى الغيبة للإيذان بما بين مصدري التعذيب و الإثابة من الأختلاف من حيث الجلال والجمال وقرئ فنو فيهم جريا على سنن العظمة والكبرياء .
والله لا يحب الظالمين أي يبغضهم فإن هذه الكناية فاشية في جميع اللغات جارية مجرى الحقيقة وإيراد الضلم للإشعار بأنهم بكفرهم متعدون متجاوزون على الحدود واضعون للكفر مكان الشكر والإيمان والجملة تذييل لما قبله مقرر لمضمونه .
ذلك إشارة إلى ما سلف من نبأ عيسى E وما فيه من معنى البعد للدلالة على عظم شأن المشار إليه وبعد منزلته في الشرف وعلى كونه في ظهور الامر ونباهة الشأن بمنزلة المشاهد المعاين وهو مبتدأ و قوله D .
نتلوه خبره وقوله تعالى .
عليك متعلق بنتلوه وقوله تعالى .
من الآيات حال من الضمير المنصوب أو خبر بعد خبر أو هو الخبر وما بينهما حال من أسم الأشارة أو ذلك خبر لمبتدأ مضمر أي الأمر ذلك ونتلوه حال كما مر وصيغة الاستقبال إما لا ستحضار الصورة أو على معناها إذ التلاوة لم تتم بعد .
والذكر الحكيم أي المشتمل على الحكم أو المحكم الممنوع من تطرق الخلل إليه والمراد به القرآن فمن تبعيضيه أو بعض مخصوص منه فمن بيانيه وقيل هو اللوح المحفوظ فمن أبتدائية .
إن مثل عيسى أي شأنه البديع المنتظم لغرابته في سلك الأمثال .
عند الله أي في تقديره وحكمه .
كمثل آدم أي كحاله العجيبة التي لا يرتاب فيها مرتاب ولا ينازع فيها منازع .
خلقه من تراب تفسير لما أبهم في المثل وتفصيل لما أجمل فيه وتوضيح للتمثيل ببيان وجه الشبه بينهما وحسم لمادة شبه الخصوم فإن إنكار خلق عيسى E بلا أب من أعترف بخلق آدم E بغير أب وأم مما لا يكاد يصح والمعنى خلق قالبه من تراب .
ثم قال له كن أي أنشأه بشرا كما في قوله تعالى ثم أنشأناه خلقا آخر أو قدر تكوينه من التراب ثم كونه و يجوز كون ثم لتراخي الإخبار لا لتراخي المخبر به .
فيكون حكاية حال ماضيه روى أن وفد نجران قالوا لرسول الله مالك تشتم صاحبنا قال وما اقول قالوا تقول إنه عبد قال أجل هو عبد الله و رسوله وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول فغضبوا وقالوا هل رأيت أنسانا من غير أب فحيث سلمت أنه لا أب له من البشر وجب أن يكون أبوه هو الله فقال E إن آدم E ما كان له أب ولا أم ولم يلزم من ذلك كونه أبنا لله سبحانه وتعالى فكذا حال عيسى E .
الحق من ربك خبر مبتدأ محذوف أي هو الحق أي ما قصصنا عليك من نبأ عيسى من E