سورة المائدة اية 17 موصوفة سبل السلام أي طرق السلامة من العذاب والنجاة من العقاب او سبل الله تعالى وهي شريعته التي شرعها للناس وقيل هو مفعول ثاني ليهدي والحق ان انتصابة بنزع الخافض على طريقة قوله تعالى واختار موسى قومه وانما يعدي الى الثاني بالى او بالام كما في قوله تعالى ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم ويخرجهم الضمير لمن والجمع باعتبار المعنى كما ان الافراد في اتبع اعتبار اللفظ من الظلمات أي ظلمات فنون الكفر والظلال الى النور الى الايمان باذنه بتيسيره او بارادته ويهديهم الى صراط مستقيم هو اقرب الطرق الى الله تعالى وموؤدي اليه لا محالة وهذه الهداية عين الهداية الى سبل السلام وانما عطفت عليها تنزيلا للتغاير الوصفي منزلة التغاير الذاتي كما في قوله تعالى ولما جاء امرنا نجينا هودا والذين امنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم أي لا غير كما يقال الكرم هو التقوى وهم اليعقوبية القائلون بانه تعالى قد يحل في بدن انسان معين او في روحه وقيل لم يصرح به احد منهم لكن حيث اعتقدوا اتصافه بصفات الله الخاصة وقد اعترفوا بان الله تعالى موجود فلزمهم القول بان المسيح لا غير وقيل لما زعموا ان فيه لا هوتا وقالوا لا اله الا واحد لزمهم ان يكون هو المسيح فنسب اليهم لازم قولهم توضيحا لجهلهم وتفضيحا لمعتقدهم قل أي تبكيتا لهم واظهارا لبطلان قولهم الفاسد والقاما لهم الحجر والفاء في قوله تعالى فمن يملك من الله شيئا فصيحة ومن اتفهامية الانكار والتوبيخ والملك الضبض والحفظ التام عن حزم ومن متعلقة به على حذف المضاف أي ان كان الامر كما تزعمون فمن يمنع من قدرته تعالى وارادته شيئا وحقيقته فمن يستطيع ان يمسك شيئا منها ان اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وامه ومن في الارض جميعا ومن حق من يكون الها ان لا يتعلق به ولا بشان من شؤونه بل بشيء من الموجودات قدرة غيرة بوجه من الوجوه فضلا عن ان يعجز عن دفع شيء منها عند تعلقها بهلاكه فلما كان عجزه بينة لا ربي فيه ظهر كونه بمعزل مما تقولوا في حقه والمراد بالاهلاك الايمانة والاعدام مطلقا لا بطريق السخط والغضب واظهار المسيح على الوجه الذي نسبوا اليه الالوهية في مقام الاضمار لزيادة التقرير والتنصيص على انه من تلك الحيثية بعينها داخل تحت قهره وملوكته تعالى ونفى المالكية المذكورة بالاستفهام الانكاري عن كل احد مع تحقق الالزام والتبكيت بنفيها عن المسيح فقط بان يقال فهل يملك شيئا من الله ان اراد الخ لتحيقيق الحق بنفي الالوهية عن كل ما عداه سبحانه واثبات المطلوب في ضمنه بالطريق البرهان فان انتفاء المالكية المستلزم باستحالة الالوهية متى ظهر بالنسبة الى الكل ظهر بالنسبة الى المسيح على ابلغ وجه واكده فيظهر استحالة الالوهية قطعا وتعميم ارادة الاهلاك للكل مع حصول ما ذكر من التحقيق نقصرها عليه بان يقال فمن يملك من الله شيئا ان