سورة المائدة اية 19 عباس رضي الله تعالى عنهما ان النبي A دعا جماعة من اليهود الى دين الاسلام وخوفهم بعقاب الله تعالى فقالوا كيف تخوفنا به ونحن ابناء الله واحباؤه وقيل ان النصارى يتلوون في الانجيل ان المسيح قال لهم اني ذاهي الى ابي وابيكم وقيل ارادوا ان الله تعالى كالاب لنا في الحنو والعطف ونحن كالابناء له في القرب والمنزلة وبالجملة انهم كانوا يدعون ان لهم فضلا ومزية عند الله تعالى على سائر الخلق فرد عليهم ذلك وقيل لرسول الله A قل الزاما لهم وتبكيتا فلم يعذبكم بذنوبكم أي ان صح ما زعمتم فلاي شيء يعذبكم في الدنيا بالقتل والاسر والمسخ وقد عرفتم بانه تعالى سيعذبكم في الاخرة بالنار اياما بعدد ايام عبادتكم العجل ولو كان الامر كما زعمتم لما صدر عنكم ما صدر ولما وقع عليكم ما وقع وقوله تعالى بل انتم بشر عطف على مقدر ينسحب عليه الكلام أي لستم كذلك بل انتم بشر ممن خلق أي من جنس من خلقه الله تعالى من غير مزية لكم عليهم يغفر لمن يشاء ان يغفر له من اولئك المخلوقين وهم الذين امنوا به تعالى وبرسله ويعذب من يشاء ان يعذبه منهم وهم الذين كفروا به وبرسله مثلكم ولله ملك السموات والارض وما بينهما من الموجودات لا ينتمي اليه سبحانه شيء منها الا بالملوكية والعبودية والمقهورية تحت ملكوته يتصرف فيهم كيف يشاء ايجادا واعداما واحياء وايماتة وايثابة وتعذيبا فاني لهم ادعاء ما زعموا واليه المصير في الاخرة خاصة لا الى غيره استقلال او اشتراكا فيجازى كلا من المحسن والمسيء بما يستدعيه عمله من غير صارف يثنيه ولا عاطف يلويه يا اهل الكتاب تكرير للخطاب بطريق الالتفات ولطف في الدعوى قد جاءكم رسولنا يبين لكم حال من رسولنا وايثارة على مبينا لما مر فيما سبق أي يبين لكم الشرائع والاحكام الدينية المقرونة بالوعد والوعيد من جملتها ما بين في الايات السابقة من بطلان اقاويلكم الشنعاء وما سياتي من اخبار الامم السالفة وانما حذف تعويلا على ظهور ان مجيء الرسول انما هو لبيانها او يفعل لكم البيان ويبذله لكم في كل ما تحتاجون فيه الى البيان من امور الدين واما تقدير مثل ما سبق في قوله تعالى كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب كما قيل فمع كونه تكريرا من غير فائدة يرده قوله D على فترة من الرسل فان فتور الارسال ونقطاع الوحي انما يحودج الى بيان الشرائع والاحكام لا الى بيان ما كتموه وعلى فترة متعلق بجائكم على الظرفية كما في قوله تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان أي جاءكم على حين فتور الارسال وانقطاع من الوحي ومزيد احتياج الى بيان الشرائع والاحكام الدينية او بمحذوف وقع حال من ضمير يبين او من ضمير لكم أي يبين لكم ما ذكر حال كونه على فترة من الرسل او حال كونكم عليها احوج ما كنتم الى البيان ومن الرسل متعلق بمحذوف وقع صفة لفترة أي كائنة من الرسل مبتدا من جهتهم وقوله تعالى ان تقولوا تعليل لمجيء الرسول بالبيان على حذف المضاف أي كراهة ان تقولوا معتذرين عن تفريطكم في مراعات احكام الدين ما جاءنا من بشير ولا