سورة المائدة اية 25 26 انت وربك فقاتلا أي فقاتلاهم انما قالوا ذلك استهانة واستهزاء بع سبحانه وبرسوله وعدم مبالاة بهما وقصدوا ذهابهما حقيقة كما ينبىء عنه غاية جهلهم وقصوة قلوبهم وقيل اراد وارادتهما وقصدهما كما تقول كلمته فذهب يجيبني كانهم قالوا فاريد قتالهم واقصداهم وقيل التقدير فاذهب انت وربك يعينك ولا يساعده قوله تعالى فقاتلا ولم يذكروا هارون ولا الرجلين كانهم لم يجزموا بذهابهم او لم يعبأوا بقتالهم وقوله تعالى انا ههنا قاعدوا يؤيد الوجه الاول وارادوا بذلك عدم التقدم لا عدم التاخر قال عليه السلام لما راى منهم ما راى من العناد على طريقة البث والحزن والشكوى الى الله تعالى مع رقة القلب التي بمثلها تستجلب الرحمة وتستنزل النصرة ربي اني لا املك الا نفسي واخي عطف على نفسي وقيل على الضمير في اني على معنى اني لا املك الا نفسي وان اخي لا يملك الا نفسه وقيل على الضمير في لا املك للفصل فافرق بيننا يريد نفسه واخاه والفاء لترتيب الفرق او الدعاء به على ما قبله وبين القوم الفاسقين الخارجين عن طاعتك المصرين على عصيانك بان تحكم لنا بما نستحقه وعليهم بما يستحقونه وقيل بالتعبيد بيننا وبينهم وتخليصنا من صحبتهم قال فانها أي الارض المقدسة والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها من الدعاء محرمة عليهم تحريم منع لا تحريم تعبد لا يدخلونها ولا يملكونها لان كتابتها لهم كانت مشروطة بالايمان والجهاد وحيث نكصوا على ادبارهم حرموا ذلك وانقلبوا خاسرين وقوله تعالى اربعيم سنة ان جعل ظرفا لمحرمة يكون التحريم موقتا لا مؤبدا فلا يكون مخالفا لظاهر قوله تعالى كتب الله لكم فالمراد بتحريمها عليهم انه لا يدخلها احد منهم في هذه المدة لكن لا بمعنى ان كلهم يدخلونها بعدها بل بعضهم ممن بقي حسب ما روى ان موسى عليه السلام صار بمن بقي من بني اسرائيل الى اريحا وكان يوشع بن نون على مقدمته ففتحها واقام بها ما شاء الله تعالى ثم قبض عليه السلام وقيل لم يدخلها احد ممن قال لن ندخلها ابدا وانما دخلها مع موسى عليه السلام النواشي من ذرياتهم فالموقت بالاربعين في الحقيقة تحريمها على ذرياتهم وانما جعل تحريمها عليهم لما بينهما من العلاقة التامة المتاخمة للاتحاد وقوله تعالى يتهيؤون في الارض أي يتحيرون في البرية استئناف لبيان كيفية حرمانهم او حال من ضمير عليهم وقيل ظرف متعلق بيتهون فيكون التيه موقتا والتحريم مطلقا قيل كانوا ستمائة الف مقاتل وكان طول البرية تسعون فرسخا وقد تاهوا في ستة فراسخ او تسعة فراسخ في ثلاثين فرسخا وقيل في ستة فراسخ في اثني عشر فرسخا روى انهم كانوا كل يوم يسيرون جادين حتى اذا امسوا اذا هم بحيث ارتحلوا وكان الغمام يظلهم من حر الشمس ويطلع بالليل عمود من نور يضيء لهم وينزل عليهم المن والسلوى ولا تطول شعورهم واذا ولد لهم مولود كان عليه ثوب كالظفر يطول بطوله وهذه الانعامات عليهم مع انهم معاقبون لما ان عقابهم كان بطريق العرك والتاديب قيل كان موسى وهارون معهم ولكن