الأعراف آية 161 162 التهكم بهم والجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل للدلالة على تماديهم فيما هم فيه من الظلم والكفر وإذ قيل لهم منصوب بمضمر خوطب به النبي وإيراد الفعل على البناء مع استناده إليه تعالى كما يفصح عنه ما وقع في سورة البقرة من قوله تعالى وإذ قلنا للجرى على سنن الكبرياء والإيذان بالغنى عن التصريح به لتعين الفاعل وتغيير النظلم بالأمر بالذكر للتشديد في التوبيخ أي اذكر لهم وقت قوله تعالى لأسلافهم اسكنوا هذه القرية منصوب على المفعولية يقال سكنت الدار وقيل على الظرفية اتساعا وهي بيت المقدس وقيل اريحا وهي قرية الجبارين وكان فيها قوم من بقية عاد يقال لهم العمالقة راسهم عوج بن عنق وفي قوله تعالى اسكنوا إيذان بأن امأمور به في سورة البقرة هو الدخول على لوجه السكنى والإقامة ولذلك اكتفى به عن ذكر رغدا في قوله تعالى وكلوا منها أي من مطاعمها وثمارها على أن من تبعيضية أو منها على أنها ابتدائية حيث شئتم أي من نواحيها من غير أن يزاحمكك فيها أحد فإن الأكل المستمر على هذا الوجه لا يكون إلا رغدا واسعا وعطف كلوا على اسكنوا بالواو لمقارنتهما زمانا بخلاف الدخول فإنه مقدم على الأكل ولذلك قيل هناك فكلوا وقولوا حطة أي مئلتنا أو أمرك حطة لذنوبنا وهي فعلة من الحط كالجلسة وادخلوا البا أي باب القرية سجدا أي متطامنين مخبتين أو ساجدين شكرا على إخراجهممن التيه وتقديم الأمر باالدخول على الأمر بالقول المذكور في سورة البقرة غير مخل بهذا الترتيب لأن المأمور به هو الجمع بين الفعلين من غير اعتبار الترتيب بينهما ثم إن كان المراد بالقرية أريحا فقد روي أنهم دخلوها حيث سار إليها موسى عليه السلام بمن بقي من بني إسرائيل أو بذراريهم على اختلاف الروايتين ففتحها كما مر في سورة المائدة وأما إن كانت بيت المقدس فقد روي أنهم لم يدخلوه في حياة موسى عليه السلام فقيل المراد بالباب باب القبة التي كانوا يصلون إليها نغفر لكم خطيآتكم وقرىء خطاياكم كما في سورة البقرة وتغفر لكم خطيئاتكم وخطاياكم وخطيئتكم على البناء للمفعول سنزيد المحسينين عدة بشيئين بالمغفرة وبالزيادة وطرح الواو ههنا لا يخل بذلك لأنه استئناف مترتب على تقدير سؤال نشأ من الإخبار بالغفران كأنه قيل فماذا لهم بعد الغفران فقيل سنزيد وكذلك زيادة منهم زيادة بيان فبدل الذين ظلموا منهم بما أمروا به من التوبة والاستغفار حيث أعرضوا عنه ووضعوا موضعه قولا آخ رمما لا خير فيه روي أنهم دخلوه زاحفين على أستاههم وقالوا مكان حطة حنطة وقيلقالوا بالنبطية حطا شمقاثا يعنون حنطة حمراء استخفافا بأمر الله تعالى واستهزاء بموسى عليه السلام