البقرة 40 .
بجماعتهم قال ... خرجنا من البيتين لاحى مثلنا ... بآيتنا نزجى النعاج المطافلا ... .
واشتقاقها من أي لأنها تبين أيا من أي أو أوى إليه أي رجع وأصلها أوية أو أية فأبدلت عينها ألفا على غير قياس أو أوية أو أبيه كرمكه فأعلت أو آتية كقائلة فحذفت الهمزة تخفيفا .
أولئك إشارة إلى الموصوف باعتبار اتصافه بما في حيز الصلة من الكفر والتكذيب وفيه إشعار بتميزهم بذلك الوصف تميزا مصححا للإشارة الحسية وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منزلتهم فيه وهو مبتدأ وقوله D .
أصحاب النار أي ملازموها وملابسوها بحيث لا يفارقونها خبرة والجملة خبر للموصول أو أسم الإشارة بدل من الموصول أو عطف بيان له واصحاب النار خبر له وقوله تعالى .
هم فيها خالدون في حيز النصب على الحالية لورود التصريح به في قوله تعالى أصحاب النار خالدين فيها وقد جوز كونه حالا من النار لإشتماله على ضميرها والعامل معنى الاضافة أو اللام المقدرة أو في محل الرفع على أنه خبر آخر لألئك على رأي من جوز وقوع الجملة خبرا ثانيا وفيها متعلق بخالدون والخلود في الأصل المكث الطويل وقد انعقد الاجماع على أن المراد به الدوام .
يا بني اسرائيل تلوين للخطاب وتوجيه له الى طائفة خاصة من الكفرة المعاصرين للنبي لتذكيرهم بفنون النعم الفائضة عليهم بعد توجيهه الى رسول الله وأمره بتذكير كلهم بالنعمة العامة لبني آدم قاطبة بقوله تعالى وإذا قال ربك الخ وإذ قلنا للملائكة الخ لأن المعنى كما أشير اليه بلغهم كلامي واذكر لهم إذ جعلنا أباهم خليفة في الأرض ومسجودا للملائكة عليهم السلام وشرفناه بتعليم الأسماء وقبلنا توبته والابن من البناء لأنه مبنى أبيه ولذلك ينسب المصنوع الى صانعه فيقال أبو الحرب وبنت فكر واسرائيل لقب يعقوب عليه السلام ومعناه بالعبرية صفوة الله وقيل عبد الله وقرئ اسرائيل بحذف الياء واسرال بحذفهما واسرائيل بقلب الهمزة ياء واسرائيل بهمزة مفتوحة واسرائيل بهمزة مكسورة بين الراء واللام وتخصيص هذه الطائفة بالذكر والتذكير لما أنهم اوفر الناس نعمة واكثرهم كفرا بها .
اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم بالتفكر فيها والقيام بشكرها وفيه اشعار بأنهم قد نسوها بالكلية ولم يخطروها بالبال لا أنهم اهملوا شكرها فقط وإضافة النعمة الى ضمير الجلالة لتشريفها وإيجاب تخصيص شكرها به تعالى وتقييد النعمة بهم لما أن الإنسان مجبول على حب النعمة فإذا نظر إلى ما فاض عليه من النعم حمله ذلك على الرضا والشكر قيل أريد بها ما أنعم به على آبائهم من النعم التي سيجيء تفصيلها وعليهم من فنون النعم التي أجلها إدراك عصر النبي عليه السلام وقرئ اذكروا من الافتعال ونعمتي بإسكان الياء واسقاطها في الدرج وهو مذهب من لا يحرك الياء المكسور ما قبلها .
وأوفوا بعهدي بالإيمان والطاعة .
اوفوا بعهدكم بحسن الإثابة والعهد يضاف إلى كل واحد ممن يتولى طرفيه ولعل الأول مضاف إلى الفاعل والثاني إلى المفعول فإنه تعالى عهد اليهم بالإيمان والعمل الصالح