البقرة 47 - 45 .
ولا تهتدى ... ألا إن ذلك لا ينفع ... فيا حجر الشحذ حتى متى ... تسن الحديد ولا تقطع فلما سمعه الواعظ شهق شهقة فخر من فرسه مفشيا عليه فحلموه إلى بيته فتوفي إلى رحمة الله سبحانه .
واستعينوا بالصبر والصلاة متصل بما قبله كأنهم لما كلفوا ما فيه من ترك الرياسه والإعراض عن المال عولجوا بذلك والمعنى استعينوا على حوائجكم بانتظار النجح والفرج توكلا على الله تعالى او بالصوم الذي هو الصبر عن المفطرات لما فيه من كسر الشهوة وتصفية النفس والتوسل في الصلاة والاتجاء إليها فإنها جامعة لأنواع العبادات النفسانية والبدنية من الطهارة وستر العورة وصرف المال فيهما والتوجه الى الكعبة والعكوف على العبادة واظهار الخشوع بالجوارح واخلاص النية بالقلب ومجاهدة الشيطان ومناجاة الحق وقراءة القرآن والتكلم بالشهادة وكف النفس عن الأطيبين حتى تجابوا الى تحصيل المآرب وجبر المصائب روى أنه عليه السلام كان إذا حزبه امر فزع الى الصلاة ويجوز أن يراد بها الدعاء .
وإنها أي الاستعانة بهما أو الصلاة وتخصيصها برد الضمير اليها لعظم شأنها واشتمالها على ضروب من الصبر كما في قوله تعالى وإذا روا تجارة أو لهوا انفضوا اليها أو جملة ما أمروا بها ونهوا عنها .
لكبيرة لثقيلة شاقة كقوله تعالى كبر على المشركين ما تدعوهم اليه .
إلا على الخاشعين الخشوع الإخبات ومنه الخشعة للرملة المتطامنة والخضوع اللين والإنقياد ولذلك يقال الخشوع بالجوارح والخضوع بالقلب وإنما لم تثقل عليهم لأنهم يتوقعون ما أعد لهم بمقابلتها فتهون عليهم ولأنهم يستغرقون في مناجاة ربهم فلا يدركون ما يجري عليهم من المشاق والمتاعب ولذلك قال عليه السلام وقرة عيني في الصلاة والجملة حالية أو اعتراض تذييلي .
الذين يظنون إنهم ملاقوا ربهم وإنهم اليه راجعون أي يتوقعون لقاءه تعالى ونيل ما عنده من المثوبات والتعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إليهم للإيذان بفيضان احسانه اليهم أو يتيقنون أنهم يحشرون اليه للجزاء فيعملون على حسب ذلك رغبة ورهبة وأما الذين لا يوقنون بالجزاء ولا يرجون الثواب ولا يخافون العقاب كانت عليهم مشقة خالصة فتثقل عليهم كالمنافقين والمرائين فالتعرض للعنوان المذكور للإشعار بعلية الربوبية والمالكية للحكم ويؤيده ان في مصحف ابن مسعود Bه يعملون وكان الظن لما شابه العلم في الرجحان اطلق عليه لتضمين معنى التوقع قال ... فأرسلته مستيقن الظن إنه ... مخالط ما بين الشراسيف جائف ... .
وجعل خبر أن في الموضعين اسما للدلالة على تحقيق اللقاء والرجوع وتقررهما عندهم .
يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم كرر التذكير للتأكيد ولربط ما بعده من الوعيد الشديد به .
وأني فضلتكم عطف على نعمتي عطف الخاص على العام لكماله أي فضلت آباءكم .
على العالمين أي عالمي زمانهم بما منحتهم من العلم والإيمان والعمل الصالح وجعلتهم أنبياء وملوكا مقسطين وهم آباءهم