أبا .
- الأب : الوالد ويسمى كل من كان سببا في إيجاد شيء أو صلاحه أو ظهوره أبا ولذلك يسمى النبي A أبا المؤمنين قال الله تعالى : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم } [ الأحزاب / 6 ] وفي بعض القراءات : ( وهو أب لهم ) ( وبها قرأ ابن عباس وأبي بن كعب وهي في مصحفه وهي قراءة شاذة منسوخة ) .
وروى أنه A قال لعلي : ( أنا وأنت أبوا هذه الأمة ) ( الحديث لم أجده ولعله من وضع الشيعة والله أعلم . وقد نقله عنه الفيروز آبادي في البصائر والسمين في عمدة الحفاظ مادة ( أبي ) ولم يعلقا عليه ) .
وإلى هذا أشار بقوله : ( وكل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ) ( الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 3 / 36 والبيهقي 7 / 114 والحاكم 3 / 142 وقال : صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي فقال : منقطع وأبو نعيم في معرفة الصحابة 1 / 231 . وسببه أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم فاعتل عليه بصغرها فقال : إني لم أرد الباه ولكن سمعت رسول الله A يقول : فذكره . راجع الفتح الكبير 3 / 324 وأسباب ورود الحديث 3 / 90 ) .
وقيل : أبو الأضياف لتفقده إياهم وأبو الحرب لمهيجها وأبو عذرتها لمفتضها .
ويسمى العم مع الأب أبوين وكذلك الأم مع الأب وكذلك الجد مع الأب قال تعالى في قصة يعقوب : { ما تعبدون من بعدي ؟ قالوا : نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها واحدا [ البقرة / 133 ] وإسماعيل لم يكن من آبائهم وإنما كان عمهم .
وسمي معلم الإنسان أبا لما تقدم ذكره .
وقد حمل قوله تعالى : { وجدنا آباءنا على أمة } [ الزخرف / 22 ] على ذلك . أي : علماءنا الذين ربونا بالعلم بدلالة قوله تعالى : { ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا } [ الأحزاب / 67 ] .
وقيل في قوله : { أن اشكر لي ولوالديك } [ لقمان / 14 ] : إنه عنى الأب الذي ولده والمعلم الذي علمه .
وقوله تعالى : { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم } [ الأحزاب / 40 ] إنما هو نفي الولادة وتنبيه أن التبني لا يجري مجرى البنوة الحقيقية .
وجمع الأب آباء وأبوة نحو : بعولة وخؤولة .
وأصل ( أب ) فعل ( قال سيخنا العلامة أحمد الحسيني الشنقيطي في هذا المعنى : .
في أب اختلافهم هل فعل ... أو هو بالسكون خلف نقلوا .
فكوفة عندهم مسكن ... وبصرة لعكس ذاك ركنوا ) وقد أجري مجرى قفا وعصا في قول الشاعر : .
- 3 - إن أباها وأبا أباها ( هذا شطر بيت وعجزه : .
قد بلغا في المجد غايتاها .
وفي المخطوطة البيت بتمامه ص 2 . وهو لأبي النجم العجلي وهو في شرح ابن عقيل 1 / 51 وشفاء العليل بشرح التسهيل 1 / 120 وشرح المفصل 1 / 53 وقيل : هو لرؤبة في ملحقات ديوانه ص 168 ) .
ويقال : أبوت القوم : كنت لهم أبا أأبوهم وفلان يأبو بهمه أي : يتفقدها تفقد الأب .
وزادوا في النداء فيه تاء فقالوا : يا أبت ( وهذه التاء عوض عن الياء قال ابن مالك في الفيته : .
وفي نداء أبت أمت عرض ... وافتح أو اكسر ومن اليا التا عوض ) .
وقولهم : بأبأ الصبي فهو حكاية صوت الصبي إذا قال : بابا ( راجع لسان العرب ( بأبأ ) 1 / 25 ، والمسائل الحلبيات ص 326 )