1384 - أخبرنا أبو نصر أحمد بن علي بن أحمد الفامي أنا محمد بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد ثنا منجاب أنا علي بن مسهر عن إسماعيل عن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني أخبرني جبلة بن حارثة قال Y قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله ابعث مع أخي زيدا قال : .
هو ذا فإن انطلق لم أمنعه فقال زيد : لا و الله يا رسول الله لا اختار عليه أحدا أبدا .
قال : فرأيت رأي أخي أفضل من رائي .
قال الحليمي C : و أصل هذا الباب أن يقف على مدائح رسول الله صلى الله عليه و سلم و المحاسن الثابتة له في نفسه ثم على حسن آثاره في دين الله عز و جل و ما يجب له من الحق على أمته شرعا و عادة فمن أحاط بذلك و سلم عقله علم أنه أحق بالمحبة من الوالد الفاضل في نفسه البر الشفيق على ولده و من المعلم الرضي في نفسه المقبل على التعلم المجتهد في التخريج .
و مدائح رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرة .
منها شرف أصله و طهارة مولده .
و منها أسماؤه التي اختارها الله له و سماه بها .
و منها إشادة الله تعالى بذكره قبل أن يخلقه حتى عرفه الأنبياء صلوات الله عليهم و أممهم قبل أن يعرف نفسه و تعرفه أمته .
و منها حسن خلقه و خلقه و كرم خصائله و شمائله .
و منها بيانه و فصاحته و قوله ( أوتيت جوامع الكلم و اختصر لي الحديث اختصارا ) .
و منها حدبه على أمته و رأفته بهم و ما ساق الله تعالى به إليهم من الخيرات العظيمة في الدنيا و عرضهم له من شفاعته لهم في الآخرة .
و منها زهده في الدنيا و صبره على شدائدها و مصائبها .
و أما المرتبة العظمى و هي النبوة و الرسالة فله فيها من المآثر الرفيعة عموم رسالته الثقلين و شمولها بين الخافقين و أنه خاتم النبيين و سيد المرسلين و أكرمهم في الدنيا أعلاما و أحمدهم في الآخرة مقاما و ذلك أنه أول من تنشق عنه الأرض و أول شافع و مشفع و هو صاحب اللواء المحمود و صاحب الحوض المورود و أقسم الله بحياته و لم يخاطبه باسمه في القرآن و لا كنيته بل دعاه باسم النبوة و الرسالة و اصطفاه بذلك على الجماعة .
قال البيهقي C : و قد صنفت بتوفيق الله تعالى كتابا في دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الرسالة من وقت ولادته إلى حال وفاته صلى الله عليه و سلم و ذكرت فيه من الأخبار و الآثار ما يكون بيانا لما أورده الحليمي C و إيراد جميعه ها هنا مما يطول به الكتاب فاقتصرت في كل فصل من هذه الفصول على الإشارة إلى ما يتبين به مقصوده و بالله التوفيق