الخامس من شعب الإيمان ـ و هو باب في أن القدر خيره و شره من الله عز و جل ـ قال الله تعالى : { وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله } قرأها و في هذه الآية دلالة على أن قوله : { ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك } معناه ما أصابك من شيء يسرك من صحة بدن و ظفر بعدو و سعة رزق غير ذلك فالله مبتديك بالإحسان به إليك و ما أصابك من شيء يسوءك و يغمك فبكسب يدك لكن الله مع ذلك سائقه إليك و القاضي به عليك و هو كما قال في آية أخرى : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } و قد يكون فيما يسوءه جراجات تصيبه أو قتل أو أخذ مال أو هزيمة و قد أمر في الآية الأخرى بأن يقول فيها و فيما يصيبه من خلافها { قل كل من عند الله } فدل أن ذلك كله بتقدير الله عز و جل غير أنه في الآية الأخرى أخبر أنه إنما يصيبه جزاء له بما جناه على نفسه بكسبه و ليس ذلك بخلاف لما أمر به فقال الآية الأولى