التاسع من شعب الإيمان و هو باب في أن دار المؤمنين و مأواهم الجنة دار الكافرين و مآبهم النار ـ قال الله عز و جل : { بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } و قال تعالى في وصفه يوم القيامة : { يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه } قرأ إلى قوله تعالى { عطاء غير مجذوذ } و قوله تعالى : { إلا ما شاء ربك } يريد به ـ و الله أعلم ـ من وقفهم حيث كانوا فيه إلى أن حوسبوا و وزنت أعمالهم و سيق كل فريق إلى حيث قضي له به و قوله : { ما دامت السموات و الأرض } يريد به التأبيد على ما كانت العرب تعرف من طول مقامها فكأن يعبر عن التأبيد بداومها و قيل معناه ما دامت السموات و الأرض إلا ما شاء ربك من الزيادة عليها و إلا بمعنى سوى و ذلك يحسن إذا كان المستثنى أكثر من المستثنى منه كرجل يقول : لفلان علي ألف درهم إلا ألفين التي هي إلى سنة يريد سوى الألفين و قد بسطنا الكلام في ذلك في كتاب البعث عن الفراء و عن الحليمي رحمهما الله تعالى