[408] يضعوا من الاحاديث من أجل تدعيم ملكهم وإقامة حزبهم، ولو كلفهم ذلك حمل بعض الصحابة على تحريف الكلم عن موضعه وتأويل ما جاء عن الرسول، أو على الاصح انتحال الكذب على الصحابة والتقول باسمهم بكل ما يرونه فيه مؤيدا لاهوائهم، ومدعما لملكهم. وقبل أن أختم هذه الكلمة العلمية الخالصة لوجه الحق، أحب أن أهمس في أذن البحاثة الاستاذ العسكري، أن يجعل من هذه الدراسات العلمية أساسا متينا لما هو أعظم من ذلك، وهو محاولة التقريب بن المذاهب الاسلامية في صورة يقرها العلم وتشفع لها الرابطة الاسلامية الموحدة. وعساه بما جبل عليه من ميل للبحث، وصبر على الدرس أن يحاول ذلك قريبا. فلسنا نعرف فرقا جوهريا بين السني المنزه، والشيعي المعتدل ولا شك أن كلا منهما يزين صاحبه ويكمل ما عنده من نقص، ما دامت الغايات خالصة والاهداف واحدة، والله من وراء القصد. دكتور حامد حفني داود أستاذ الادب العربي بكلية الالسن العليا القاهرة في 17 شوال سنة 1381 ه‍ الموافق: 23 مارس سنة 1962 م.