ابن معدان .
ومنهم ذو القلب الرجيف واللب الثاقب الخصيف والنفس الذائب النحيف عرف مالكه عظيما فخنع وخضع وراقبه عليما فخشي وخشع ولاحظه كريما فرضي وقنع فابتهل إليه مستغفرا ومفتقرا ولامح صنائعه معتبرا وتنصل إليه من زلله وهفواته معتذرا موقنا أنه على قبوله مقتدرا أبو عبدالله محمد بن يوسف بن معدان المعروف بالبناء كان للآثار حافظا ومتبعا له التصانيف في نسك العارفين ومعاملة العاملين .
سمعت أبا محمد بن حيان يقول كان محمد بن يوسف ممن يقال إنه مستجاب الدعوة وكان رئيسا في علم التصوف صنف في هذا المعنى كتبا حسانا رأيته وسمعت من كلامه قال اعلم أن قلوب العمال من أهل المعرفة بالله على أربع منازل قلب مع الله وقلب في ملك الله وقلب في التمييز وقلب في المكابدة فأما القلب الذي مع الله فعلامته المناجاة والإشتغال بالله وأما القلب الذي في ملك الله فمرة يجول في الجنة ومرة يجول في النار والصراط والحساب والميزان والعرض وأما القلب الذي في المكابدة فهو الذي يرد على الشيطان خوف الفقر وهو مشغول بتصحيح الكبيرة فهذه الأربع المنازل منازل العقلاء والخامس قلب النقمة الشيطان .
سمعت أبي يقول سمعت أحمد بن جعفر بن هانئ يقول سمعت محمد بن يوسف يقول أسباب المعرفة أربعة خصافة العقل وكرم الفطنة ومجالسة أهل الخبرة وشدة العناية وبسبب هذه الأمور الأربعة الرحمة ومن أقرب الأمور إلى الرحمة التبرؤ من الحول والقوة والمعرفة بأن التبرؤ منه والمعرفة أيضا هبة ومن أفضل الأشياء العلم والمبتغى من العلم نفعه فإذا لم ينفعك فحمل تمرة خير لك من حمل ذلك لأن رسول الله A استعاذ منه فقال أعوذ بك من علم لا ينفع وقال خير العلم ما نفع والعلم يصاب من عند المخلوقين والنفع لا يصاب إلا بالله ومن عنده ومنفعة العلم طاعته وطاعته منفعته والعلم النافع هو الذي به أطعته والذي