@ 165 @ رأسه زبيبة ) وهو مؤول واضطرم المغرب نارا وفشت نحلة الخارجية في جميع قبائله وانتقض أمره على خلفاء المشرق فلم يراجع طاعتهم بعد .
ثم إن ابن الحبحاب بعث إلى ميسرة خالد بن حبيب الفهري فيمن كان قد بقي عنده من الجيش واستقدم أباه حبيب بن أبي عبيدة من صقلية فقدم فيمن معه من عساكر المسلمين وبعثه في أثر خالد ونهض إليهم ميسرة في جموع البربر فلقيهم بأحواز طنجة فاقتتلوا قتالا شديدا ثم تحاجزوا ورجع ميسرة إلى طنجة فساءت سيرته في البربر ونقموا عليه ما جاء به فقتلوه وولوا عليهم مكانه خالد بن حميد الزناتي .
قال ابن عبد الحكم هو من هتورة إحدى بطون زناتة فقام بأمرهم واجتمع إليه البربر فزحف إلى العرب وسرح إليه ابن الحبحاب عساكر الخليفة هشام بن عبد الملك وعلى مقدمتها خالد بن حبيب الفهري فكان اللقاء على وادي شلف فانهزم المسلمون وقتل خالد بن حبيب ووجوه من معه من العرب فسميت الوقعة وقعة الأشراف وانتقض المغرب على ابن الحبحاب من سائر جهاته وبلغ الخبر إلى أهل الأندلس فعزلوا عامله عقبة بن الحجاج السلولي وولوا عليهم عبد الملك بن قطن الفهري ومرج أمر الناس وانتهى الخبر بذلك كله إلى الخليفة هشام بدمشق فعزل ابن الحبحاب عن المغرب .
وقال صاحب الخلاصة لما اختلت الأمور على ابن الحبحاب اجتمع الناس وعزلوه فبلغ ذلك هشاما فغضب وكتب إلى ابن الحبحاب بالقدوم فخرج في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين ومائة والله أعلم