@ 71 @ المتقدمة من أنه ما سعى في قتل أحد إلا بفتوى أهل العلم والظن بزيدان أنه ما قال ذلك إلا عن صدق وإلا فمن البعيد أن يفخر على خصمه ويدلي بشيء هو متصف بضده .
وكان زيدان فقيها مشاركا متضلعا في العلوم وله تفسير على القرآن العظيم اعتمد فيه على ابن عطية والزمخشري .
قال اليفرني وكان كثير المراء والجدال كما وقع له مع الشيخ أبي العباس الصومعي قلت الذي وقع له مع الصومعي هو أنه لما ألف كتابه الموضوع في مناقب الشيخ أبي يعزى رضي الله عنه وسماه المعزى بضم الميم وفتح الزاي بصيغة اسم المفعول من الرباعي عارضه زيدان وهو يومئذ بتادلا واليا عليها من قبل أبيه بأنه لم يسمع الرباعي من هذه المادة وإنما قالت العرب عزاه يعزوه ثلاثيا فأصر أبو العباس رحمه الله على رأيه إلى أن لطمه زيدان على وجهه بالنعل فشكاه إلى المنصور فقال له لو لطمك وهو المخطئ لعاقبته أما إذا كان الصواب معه فلا .
قلت كان زيدان يومئذ في عنفوان الشبيبة فصدر منه ما صدر .
( فإن يك عامر قد قال جهلا % فإن منظمة الجهل الشباب ) .
ومع ذلك فما كان من حقه أن يفعل وأظن أن انتكاس رايته سائر أيامه إنما هو أثر من آثار تلك اللطمة فإن لله تعالى غيرة على المنتسبين إلى جنابه العظيم وإن كانوا مقصرين فنسأله سبحانه أن يجنبنا موارد الشقاء ويسلك بنا مسالك الرفق في القضاء وللسلطان زيدان شعر لا بأس به منه قوله .
( فتنتنا سوالف وخدود % وعيون مدعجات رقود ) .
( ووجوه تبارك الله فيها % وشعور على المناكب سود ) .
( أهلكتنا الملاح وهي ظباء % وخضعنا لها ونحن أسود ) .
وقوله .
( مررت بقبر هامد وسط روضة % عليه من النوار مثل النمارق )