@ 74 @ .
وكان الحامل له على طلب ذلك منهم أنه بلغه عن بعض طلبة الوقت أنه قال لا يحل الجهاد إلا مع الأمير ففعل ذلك خروجا من تلك الدعوى الواهية وإلا فقد كتب له علماء الوقت كالإمام أبي محمد عبد الواحد بن عاشر والإمام أبي إسحاق إبراهيم الكلالي بضم الكاف المعقودة والإمام أبي عبد الله محمد العربي الفاسي وغيرهم بأن مقاتلة العدو الكافر لا تتوقف على وجود السلطان وإنما جماعة المسلمين تقوم مقامه ولما كمل أمره وبايعه الناس على إعلاء كلمة الله ورد الظلم عن ضعفاء الأمة ضاق الأمر على عرب المغرب لاعتيادهم الفساد وعدم الوازع ومحبتهم الخلاف والفتنة فنكث بيعته جماعة منهم .
وكان من نكث الناصر بن الزبير في لمة من شراقة فقاتلهم أبو عبد الله حتى ظفر بهم ثم عفا عنهم ونكث أيضا الطاغي بالتاء بدل الطاء في لسانهم مع جموعه أولاد سجير فغلبهم وعفا عنهم وكذلك عرب الحياينة طغوا على أهل فاس وعاثوا خلال تلك البلاد بإغراء ولد السلطان زيدان فقاتلهم أبو عبد الله فكانت الدبرة عليهم وتاب على يده جماعة من رؤساء شراقة الذين كانوا مع الحياينة وكانت عاقبة كل من بغى عليه خسرا .
وكان أهل سلا قد لقوا من نصارى المعمورة مضرة وشدة فلما اجتمعت الكلمة على أبي عبد الله العياشي ورد الله كيد من نكث في نحره كان أول ما بدأ به أنه تهيأ للخروج إلى حلق المعمورة واستعد لقتاله ومنازلة من فيه من النصارى طمعا في فتحه فيتقوى المسلمون بذخائره وكان المسلمون قد حاصروه قبل ذلك فلم يقدروا منه على شيء وصعب عليهم أمره وكان أبو عبد الله إذا أراد الله أن يظفره بغنيمة رأى في منامه أنه يسوق خنازير أو نحوها ولما سار بجموعه إلى الحلق ونزل عليه رأى قطعتين من