@ 79 @ وفتن عظيمة حسبما مرت الإشارة إليه .
ولما توفي أبو زكرياء في التاريخ المتقدم صفا لأبي حسون قطر السوس ونفذ فيه أمره وسمعت كلمته ثم بعد مهلك زيدان مد يده إلى درعة فاستولى عليها ثم استولى سجلماسة ونواحيها فاستحكم أمره وتقوى عضده .
ولم يزل أمره نافذا في سجلماسة إلى أن ثار عليه الأسد الهصور المولى محمد بن الشريف فأخرجه من سجلماسة بعد حروب يشيب لها الوليد ثم أخرجه من درعة أيضا على ما نذكره بعد وقد وقفت على سؤال رفع من جانب أبي حسون إلى القاضي أبي مهدي السكتاني في شأن مدينة إيليغ دار رياسته ومقر عزه يستفتيه في إحداث كنيسة اليهود بها هل يجوز أم لا وفيه مع ذلك بعض الكشف عن حال هذه المدينة فلنذكره ونصه .
الحمد لله الذي ارتضى للإسلام دينا وأنزل به على خيرة خلقه كتابا مبينا الفقيه الأجل العلامة الأحفل القاضي الأعدل خاتمة المحققين ومعتمد الموثقين أبا مهدي عيسى بن عبد الرحمن السكتاني وفقه الله لما يرضيه وأعانه على ما هو متوليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد تقرر عند سيدنا أمر هذه الحضرة العلية العلوية إيليغ أدم بهجتها كما رفع كغيرها من الحواضر درجتها وأنها محدثة فتوفرت ببركة بانيها عمارتها ومبانيها فاتخذها مسكنا أهل السهول والحزون وجمعت لطيب تربتها بين الضب والنون فنزلها برسم الاستيطان أو شاب من أهل الذمة بإذن مختطها