@ 31 @ .
لما يعلم من صرامته وشهامته فنهض لقتاله والقبض عليه فلما التقى الجمعان ببسيط آنكاد كانت أول رصاصة في نحر المولى محمد فكان فيها حتفه وذلك يوم الجمعة التاسع من المحرم سنة خمس وسبعين وألف ودفن بدار ابن مشعل فأسف المولى الرشيد لقتله وأظهر الحزن عليه وتولى تجهيزه بنفسه فحمله إلى بني يزناسن ووراه هنالك في رمسه رحمه الله وغفر له .
وكان المولى محمد شجاعا مقداما لا يبالي بالعظائم ولا يخطر بباله خوف الرجال ولا يدري ما هي النكبات والأوجال وتقدم وصف أهل الدلاء له بقولهم الأجدل الذي لا تؤده هموم الليالي ولا حرارة قيظ المصيف عقاب أشهب على قنة كل عقبة لا يقنعه المال دون حسم الرقبة وشجاعته شهيرة وكان مع ذلك قويا في بدنه أيدا في أعضائه وجسمه لا يقاوم في الصراع ولا يزاول في الدفاع .
حكي أنه في بعض أيام حصاره لتابوعصامت جعل يده في بعض ثقب الحصن وصعد عليها ما لا يحصى من الناس حتى كأنها خشبة منصوبة ولبنة مضروبة وكان سخيا جدا حتى أنه أعطى الأديب الشهير المتقدم في صناعة الشعر المعرب والملحون أبا عثمان سعيدا التلمساني صاحب القصيدة العقيقية وغيرها نحوا من خمسة وعشرين رطلا من خالص الذهب جائزة له على بعض أمداحه فيه وحكاياته في هذا المعنى شهيرة .
ولما قتل رحمه الله قام بسجلماسة ولده المولى محمد الصغير مقامه لكن لم يتم له أمر وسيأتي بعض خبره إن شاء الله