@ 64 @ .
السلطان إسماعيل بأن ابن أخيه المولى أحمد بن محرز الذي بالسوس قد استولى على بلاد آيت زينب وقويت شوكته فأمر السلطان رحمه الله بتفريق الراتب وتجهيز العساكر إليه من فاس وتوجهت في ثامن ربيع الأول من السنة ثم بلغه أن العسكر المحاصر للمهدية قد أشرف على فتحها وتوقفوا على حضوره فنهض رحمه الله إليهم حتى حضر الفتح وأخرج رئيس النصارى فأمنه وأمن أصحابه وكانوا ثلاثمائة وستة أنفس وأما الغنيمة فقد أحرزها المجاهدون من أهل الفحص والريف الذين كانوا مرابطين عليها مع القائد عمر بن حدو البطوئي ورجع السلطان إلى مكناسة بعد أن أنزل بالمهدية طائفة من عبيد السوس لعمارتها وسد فرجتها وحضر هذا الفتح جماعة من متطوعة أهل سلا منهم الولي الصالح أبو العباس سيدي أحمد حجي من صلحائها المشهورين بها واعلم أن السور العادي الذي اليوم بالمهدية هو من بناء البرتغال أيام استيلائهم عليها في دولة الوطاسيين كما مر .
ولما فرغ المجاهدون من أمر المهدية ارتحلوا مع أميرهم عمر بن حدو فأصابه الوباء فمات في الطريق وتولى رئاسة المجاهدين أخوه القائد أحمد بن حدو تقسمها هو والقائد أبو الحسن علي بن عبد الله الريفي وكان أولاد الريفي هؤلاء من الشهرة في الجهاد والمكانة في الشجاعة ومكائد الحرب بمنزلة أولاد النقسيس وأولاد أبي الليف وأضرابهم رحم الله الجميع .
ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين وألف فيها غزا السلطان بلاد الشرق فنهب بني عامر ورجع إلى مكناسة وأمر بإخراج أهل الذمة من المدينة وبنى لهم حارة خارجها بالموضع المعروف ببريمة وكلف أهل تافيلالت الذين بفاس بالرحيل إلى مكناسة والسكنى بحارة اليهود القديمة التي أخليت فلم يزل أهل تافيلالت يذهبون أرسالا ويسكنونها بالكراء حتى ضاقت بهم .
ثم بلغه أن الترك قد خرجوا بعسكرهم واستولوا على بني يزناسن وعلى