@ 131 @ .
واربعين ومائة وألف فازداد الأمر شدة وارتفعت الأسعار وانعدمت الأقوات وكثر الهرج فبعثوا إلى السلطان في الصلح فقال على تسليم البساتين والقصاب فأبوا وتجلدوا ثم بعد ذلك وقع الصلح على يد القائد أبي عبد الله محمد السلاوي بضريح المولى إدريس رضي الله عنه واستصحب معه جماعة من أشراف فاس وعلمائها إلى السلطان وهو بفاس الجديد فأكرم مقدمهم ووصلهم بألف دينار وكساهم وولى عليهم الحاج أبا الحسن عليا السلاوي فدخل الوالي المذكور القصبة ثاني ربيع النبوي سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف وشحن البساتين والقصاب بالمقاتلة من أصحابه وافتتح عمله بقتل الشيخ دحمان المنجاد من رؤساء فاس ولما اتصل خبره بالسلطان عزله وولى على فاس أحد أولاد حمدون الروسي المعروف بالبادسي ثم بعد مدة يسيرة عزله وولى عبد النبي بن عبد الله الروسي ثم لما عزم على النهوض إلى مكناسة عزله أيضا وولى عليهم عدوهم حمدون الروسي وارتحل في العشرين من ربيع الأول من السنة .
وفي هذه السنة بعث السلطان ولده المولى محمدا مع أمه السيدة خناثى إلى الحجاز بقصد حج البيت والمولى محمد يومئذ دون بلوغ وفي نشر المثاني إن هذه الحجة كانت سنة ثلاث بعدها قال إن أم السلطان المولى عبد الله وهي السيدة خناثى بنت بكار المغفرية التمست من ولدها المذكور السفر إلى المشرق بقصد حج بيت الله الحرام فأجابها إلى ذلك وهيأ لها جميع ما تحتاج إليه ووجه معها ولده الذي أيد الله به الدنيا والدين بعده سيدي محمد بن عبد الله فحج معها في هذه السنة يعني سنة ثلاث واربعين ومائة وألف