@ 187 @ بينهم ودافعهم بالأموال وأرسل إلى أبي قرة على يد ابنه أبي نور أن يعطيه أربعين ألفا ولابنه أربعة آلاف على أن يرتحل عنه فقبل وارتحل بقومه وانفض البربر عن طبنه .
ثم سار أبو حاتم يعقوب بن لبيب إلى القيروان وحاصرها ثمانية أشهر حتى أكل أهلها الميتة ولما اشتد الحصار على أهل القيروان خرج عمر بن حفص من طبنة يريد أبا حاتم الإباضية الذين معه وبلغ أبا حاتم وأصحابه وهم محاصرون للقيروان مسير عمر بن حفص إليهم فساروا للقائه فمال هو من الأربس إلى تونس ثم جاء إلى القيروان فدخلها واستعد للحصار وشحنها بالأقوات والرجال وأتبعه أبو حاتم والبربر وأبو قرة معهم في قومه وكانوا في ثلاثمائة وخمسين ألفا الخيل منهم خمسة وثمانون ألفا والباقي رجالة وأحاطوا بالقيروان وعمر بن حفص داخلها وطال الحصار ثم بلغه الخبر أن المنصور وجه لاستنقاذه ابن عمه يزيد بن حاتم المهلبي فأنف من ذلك وقال لا خير في الحياة بعد أن يقال يزيد أخرجه من الحصار إنما هي رقدة ثم ابعث إلى الحساب وخرج عمر فقاتل حتى قتل أواسط حجة سنة أربع وخمسين ومائة .
وكان عمر هذا بطلا سمحا يلقب هزارمرد وهو لفظ فارسي معناه ألف رجل .
ثم ولى الناس عليهم أخاه لأمه حميد بن صخر وانقضى الحصار وأحرق أبو حاتم أبواب القيروان وثلم سورها وخرج أكثر الجند إلى طبنة ودخل أبو حاتم القيروان فاستولى عليها ويقال إن ابن صخر وادعه على ما أحب والله تعالى أعلم