@ 43 @ .
ومن الغد أصبح عندنا أربعة منهم بهديتهم فدخلت بهم على السلطان فأكرمهم وقبل هديتهم وقال إني سامحتكم لوجه كاتبي فلان وردهم مبشرين إلى إخوانهم وباتت العساكر تلك الليلة بلا علف ولا تبن ومن الغد ظهرت محلة بلقاسم ومعه مختار والعبيد وكانوا قد باتوا على القتال طول ليلتهم ولما وصلوا إلى السلطان أمر أن ينزل العبيد بجواره وينزل بلقاسم مع قومه زمور وبني حكم وأعرض عنه ثم أمره بتسريح إخوانه إلى بلادهم وسرح القبائل كلها إلى بلادها وفرق ذلك الجمع وأرتحل راجعا إلى تادلا .
وأما الذين نزلوا بتاسماكت مع ولد محمد واعزيز فبيتهم آيت ومالو بغارة شعواء شردوهم بها في كل وجه ونهبوا محلتهم وقتلوا منهم عددا كثيرا ورجعوا إلى مكناسة مفلولين ولما بات السلطان بالزرهونية ورد عليه أصحاب قدور بن الخضر بكتابه يقول فيه إن البربر قد تألبوا علينا من كل أوب فإن لم يدركنا سيدنا هلكنا قال الصياني فأمرني السلطان بالمسير إليهم والاحتيال في خلاصهم بكل ما يمكن وبعث معي مائة فارس فوافيت الزاوية الدلائية فوجدت قبائل البربر محيطة بهم فاجتمعت بآيت يسري ووعدتهم من السلطان بالعطاء الجزيل إن هم فسحوا لجيشة حتى يسلك في بلادهم فأنعموا بذلك ورحل الجيش مع الفجر وعدلنا به من آيت ومالو وعبرنا الوادي إلى بلاد آيت يسري وسار معنا نحو المائة من أعيانهم إلى أن أخرجونا إلى وادي تاقبالت من تادلا ورجعوا قال وتقدمت إلى السلطان فأخبرته بخلاص الجيش ووصوله إلى وادي تاقبالت فسره ذلك ودعا لي بخير وقال لا بد أن ترجع إليهم الساعة وأعطاني مالا أفرقه عليهم وأرسم لهم المنازل التي ينزلونها في مسيرهم إلى مكناسة وبها ينتظرون السلطان فرجعت إليهم في الحين وأخبرتهم برأي السلطان في المسير إلى مكناسة ورسمت لهم المنازل على نحو ما أمر ولما أصبحنا فرقت عليهم المال