@ 52 @ .
في غير ركب بل أفرده عنه وأصحبه أمينا يصير عليه وأناسا قليلين يكونون في خدمته دفعا لغائلته ثم سافر السلطان إلى سجلماسة برسم زيارة تربة جده المولى علي الشريف رضي الله عنه وحسم داء عمه المولى حسن وشيعته ولما شارف السلطان تافيلالت قدم أمامه أبا القاسم الصياني لإخراج البربر من قصورهم في الأمان وإن كان عندهم ما يثقلهم من زرع أو تمر يعطيهم ثمنه لينقطع بذلك عذرهم وإن أقاموا حتى أدركهم السلطان بها فإنما إثمهم على أنفسهم فامتثل البربر الأمر وخرجوا إلى الصحراء ولم يأت السلطان حتى لم يبق منهم أحد بتلك القصور وأفرد المولى حسن وانكسرت شوكته ثم بعث إليه أبا القاسم الصياني أيضا يعرض عليه السكنى بمكناسة وينفذ له ما يكفيه من الظهر لحمل عياله وأثقاله قال الصياني فذهبت إليه وباشرت أمره إلى أن أجاب ومن الغد سرت به إلى مكناسة وأمرني السلطان أن أعطيه دارا يسكنها ورتب له ثلاثمائة مثقال لكل شهر ينفقها على نفسه وعياله وأمرني مع ذلك إذا فرغت من شأن عمه المذكور أن أصحب معي أولاده الثلاثة المولى سليمان والمولى حسن والمولى حسين وأن أصحب معهم قدرا من المال وعددا من المدافع والمهاريس والبنب وطائفة من الطبجية من علوج اللمان وألفا من عسكر الثغور رجاله لجر تلك المدافع والمهاريس قال فقضيت الغرض على ما ينبغي وعدت إليه وهو بسجلماسة بجميع ما أمرني به فبلغنا ونحن أثناء الطريق وفاة ولد السلطان وخليفته بفاس المولى علي بن محمد وكان من سادة العلويين ونجبائهم ومن أهل المروءة والأوصاف المحمودة عقلا وعلما وأدبا وكرما وعلو همة .
زاد في البستان وكان مجلسه مجمع الفضلاء والأدباء والنبلاء يتشبه بأخلاق المولى محمد العالم ابن المولى إسماعيل في كرمه وأدبه وكان له اعتناء كبير بنسخ كتب العلم الغريبة وكتب الأدب وكان كثيرا ما يبعث بأشعاره