@ 91 @ .
ولما اتصل بالمولى سليمان خبر مسير الزعري إلى رباط الفتح عقد لأخيه المولى الطيب على بني حسن وبعثه في اعتراضه فتوافى الجيشان معا برباط الفتح ووقعت الحرب فانهزم الزعري وشيعته وقتل العباس مرينو وفر المكي فرج إلى الزاوية التهامية فاستجار بها وقبض المولى الطيب على الزعري وجماعة من أصحابه ثم سرحه بأمر السلطان المولى سليمان واجتمعت كلمة أهل العدوتين على طاعته هكذا ساق صاحب البستان هذا الخبر وآل فرج يثبتونه ويقولون إن أصل هذه الفتنة أن آل مرينو كانت لهم الوجاهة مع المولى يزيد رحمه الله فسعوا عنده بآل فرج وقالوا له إنهم تقاعدوا على مال الوزير أبي عبد الله محمد العربي قادوس الذي أمنه عندهم فبطش بهم المولى يزيد وصادرهم واستحكمت العداوة يومئذ بينهم وبين آل مرينو فلما توفي المولى يزيد بادر آل مرينو ومن لافهم إلى بيعة المولى مسلمة وانحرف عنهم إلى بيعة المولى سليمان من لم يكن من حزبهم ولما قتل العباس مرينو عمد أوباش رباط الفتح إلى شلوه وربطوا في رجله حبلا وجروه في أسواق المدينة وعرضوه على حوانيتها حانوتا حانوتا إذ كان في حياته محتسبا رحمه الله وكان السلطان المولى سليمان في هذه المدة مقيما بفاس لم يتحرك منه ثم أن المولى مسلمة صاحب بلاد الهبط بعث ولده إلى آيت يمور وأمرهم أن يشنوا الغارة على أهل زرهون الذين هم في طاعة السلطان ففعلوا وكثر عيثهم في الرعايا فسار السلطان المولى سليمان إلى مكناسة واستنفر جيش العبيد وقبائل البربر ثم وافاه الودايا وأهل فاس وشراقة فاجتمع عليه الجم الغفير وصمد بهم إلى آيت يمور فألفاهم على نهر سبو بالموضع المعروف بالحجر الواقف فصمدت إليهم العساكر وأوقعت بهم وقعة شنعاء وفر ولد المولى مسلمة فلحق بأبيه ولجأ آيت يمور بقضهم وقضيضهم إلى جبل سلفات وبقيت حلتهم بماشيتها وأثاثها بيد السلطان فانتهبتها جيوشه من العبيد والودايا والبربر وبات السلطان هنالك ولما أصبح بعث إليه آيت يمور نساءهم وأولادهم للشفاعة وطلب العفو فعفا عنهم وثابوا إليه وبايعوه فأنعم عليهم بماشيتهم وزرعهم وعاد إلى فاس ثم