@ 85 @ .
هذا المهم وفي أثناء هذه المدة توفي السلطان المولى عبد الرحمن رحمه الله وولي ابنه سيدي محمد وقدم مكناسة واجتمعت كلمة أهل المغرب عليه فكتب له الشريف سيدي الحاج عبد السلام بأمر أهل اللانجرة وقرر له مطلبهم فشاور السلطان في ذلك بعض حاشيته فمال إلى الحرب وذلك كان الراجح عند السلطان لأنه عظم عليه أن يمكن العدو من اثني عشرا من المسلمين وفق اقتراحه واختياره يقتلهم بمحضر الملأ من نواب الأجناس ورأى رحمه الله أن لا يمكنه من مطلبه حتى يعذر فيه فاستخار الله تعالى وبعث خديمه الحاج محمد بن الحاج الطاهر الزبدي الرباطي إلى الخطيب بطنجة وأمره أن ينظر في القضية ويستكشف الحال وأن لا يجنح إلى الصلح إلا إذا لم يجد عنه محيصا وكثر المتنصحون لدى السلطان وهونوا عليه أمر العدو جدا مع أنه ليس من السياسة تهوين أمر العدو وتحقيره ولو كان هينا حقيرا فوصل الزبدي إلى طنجة واجتمع بالخطيب وفاوضه في القضية فوجد الخطيب جانحا إلى السلم فأبى أن يساعده على ذلك وأظهر كتاب السلطان بتفويض النظر إليه في النازلة فتأخر الخطيب عنها وترك الخوض والكلام فيها وآخر الأمر أن الزبدي انفصل مع نائب الإصبنيول على الحرب وذهب إلى حال سبيله وأزال الإصبنيول سنجقه من طنجة وركب إلى بلاده في الحين وكتب الزبدي إلى السلطان بالخبر فكتب السلطان إلى الثغور يخبرهم بما عقده مع الإصبنيول من الحرب وأمرهم أن يكونوا على حذر وأن يأخذوا أهبتهم للجهاد وفتح السلطان بيت المال وأبدأ وأعاد في تفريق المال والسلاح والكسي وقدم أولا القائد المأمون الزراري إلى تطاوين في نحو مائة فارس وخمسمائة من رماة العسكر فرابطوا خارج تطاوين إلى جهة سبتة ثم برز جيش الإصبنيول من سبتة في نحو عشرين ألفا من العسكر في غاية الاستعداد وكمال الشوكة ونزل على طرف المحدة داخل أرضه وكان خروجه يوم السبت أواسط ربيع الأول سنة ست وسبعين ومائتين وألف فنهض إليه أهل اللانجرة ومن جاورهم من قبائل الجبل وتسامع الناس بذلك فقدموا من كل جهة حتى اجتمع منهم نحو