@ 126 @ تجلبه السيول إليها وأعظمها البركة الكبرى التي بدار الهناء وكان يقال لها البحر الأصغر وطولها اثنتا عشرة مائة قدم وعرضها تسعمائة قدم حسبما أخبر من قاسها وكان تربيعها بمنزلة سور قصبة فجاء من بني في وسطها قرية بدورها وأزقتها وأسواقها فجاء السلطان سيدي محمد رحمه الله أيام خلافته فأمر بإخراج ما في تلك البرك والصهاريج كلها وتنقيتها من الطيون المتحجرة فاجتمع على ذلك عالم من الناس فكنسوها وعادت إلى حالها الذي بنيت لأجله وهو اختزان الماء لوقت المصيف وبذلك كمل المراد من آجدال وصار آمنا من العطش والأمحال ومن ذلك أيضا إحياء عين أبي عكاز خارج باب الطبول من مراكش وكانت لها بركة بائدة على الوصف الذي ذكرنا فعمد إليها سيدي محمد رحمه الله وفجر لها عينا ثرة وماء غدقا وأجراه إلى البركة المذكورة بعد أن أمر بتنقيتها وإصلاحها فعاد ذلك البسيط الذي حولها مزارع نفاعة تغني الزارعين وتبهج الناظرين وبنى رحمه الله حولها قلعة يأوي إليها الأكرة والحراثون بأنعامهم ومواشيهم واتخذ هنالك من إناث الخيل المعدة للنتاج عددا كثيرا ومن ذلك إحياء عين المنارة وبركتها العظمى التي تقرب من البحر الأصغر بدار الهناء وكانت قد عطلت منذ زمان فقيض الله لها هذا السلطان فجمع الأيدي عليها حتى أخرج ما في جوفها من جبال الطين وأصلح ما تشعث من حيطانها وأجرى إليها العيون والأنهار وأمر بغرس ما حولها من الفضاء بأنواع الأشجار وضاهى بها جنة آجدال ومن ذلك أيضا إجراء النهر المسمى بتاركي المستمد من وادي نفيس فإنه ضاهى به النهر القديم الذي هناك وهذا النهر الجديد أنفع منه وأوسع أحيى الله به تلك البسائط التي بين مراكش ووادي نفيس ومن ذلك أيضا إجراء النهر الذي جلبه من تاستاوت إلى البسيط الذي بين بلاد زمران والرحامنة والسراغنة وهو المسمى بفيطوط فصار ذلك كله رياضا مخضرة وبساتين