@ 193 @ وخمسمائة فرفع إليه في القاضي أبي الوليد بن رشد المعروف بالحفيد مقالات نسب فيها إلى المرض في دينه ومعتقده وكان أحد فلاسفة الإسلام وربما ألفى بعضها بخط يده فحبس ثم أطلق وأشخص إلى مراكش وبها كانت وفاته رحمه الله .
ثم خرج المنصور من إشبيلة غازيا بلاد ابن أذفونش فسار حتى احتل بساحة طليطلة وبغله أن صاحب برشلونة قد أمد ابن أذفونش بعساكره وأنهم جميعا بحصن مجريط فنهض إليهم ولما أطل عليهم انفضت جموع ابن أذفونش من قبل القتال ثم انكفأ المنصور راجعا إلى إشبيلية .
ثم اجتمع ملوك الفرنج وأرسلوا يطلبون الصلح فأجابهم إليه وصالحهم على مدة خمس سنين بعد أن كان عازما على الامتناع مريدا لملازمة الجهاد إلى أن يفرغ منهم فأتاه خبر علي بن إسحاق المسوفي المعروف بابن غانية وأنه دخل إفريقية وأراد الاستيلاء عليها ففت ذلك في عزمه وصالحهم على المدة التي ذكرنا .
وعقد على إشبيلية للسيد أبي زيد بن الخليفة وعلى مدينة بطليوس للسيد أبي الربيع ابن السيد أبي حفص وعلى المغرب للسيد أبي عبد الله بن السيد أبي حفص ثم عبر البحر إلى المغرب فوصل إلى مراكش في شعبان سنة أربع وتسعين وخمسمائة .
وفي نفح الطيب أن يعقوب المنصور لما حاصر طليطلة وضيق عليها ولم يبق إلا فتحها خرجت إليه والدة الأذفونش وبناته ونساؤه وبكين بين يديه وسألنه إبقاء البلد عليهن فرق لهن ومن عليهن به ووهب لهن من الأموال والجواهر ما جل وردهن مكرمات وعفا بعد القدرة والله تعالى أعلم .
لطيفة قال الشيخ محيي الدين بن عربي الحاتمي رحمه الله في كتاب الفتوحات المكية ما نصه ولقد كنت بمدينة فاس سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وعساكر الموحدين قد عبرت إلى الأندلس لقتال العدو حين