@ 226 @ .
الخبر عن دولة أمير المؤمنين يوسف المنتصر بالله ابن الناصر بن المنصور رحمه الله $ .
لما هلك محمد الناصر لدين الله بويع ابنه أبو يعقوب يوسف بن محمد بن يعقوب المنصور وهو ابن ست عشرة سنة ولقب بالمنتصر بالله وغلب عليه الوزير أبو سعيد بن جامع ومشيخة الموحدين فقاموا بأمره واستبدوا عليه وتأخرت بيعة الشيخ أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص من إفريقية لصغر سن المنتصر ثم وقعت المحاولة من الوزير ابن جامع وصاحب الأشغال عبد العزيز بن أبي زيد فوصلت بيعته حينئذ واشتغل المنتصر عن تدبير الأمر والجهاد بما يقتضيه الشباب .
وعقد للسادات على عمالات ملكه فعقد للسيد أبي إبراهيم إسحاق بن يوسف بن عبد المؤمن ويلقب بالظاهر على فاس وأعمالها وهو أخو المنصور ووالد عمر المرتضى الآتي ذكره وعقد لعمه السيد أبي إسحاق بن المنصور على إشبيلية وما اضيف إليها ولعمه أبي عبد الله محمد بن المنصور على بلنسية وشاطبة وأعمالها ولعمه أبي محمد عبد الله بن المنصور على مرسية ودانية وأعمالها وبعث معه الشيخ أبا زيد بن يرجان وكان من أشياخ الموحدين ودهاتهم .
وفي دولة المنتصر هذا فشل أمر الموحدين وذهبت ريحهم وأشرفت دولتهم على الهرم واستولى الفنش على المعاقل التي أخذها المسلمون وهزم حامية الأندلس في كل جهة واستبدت السادة بالأطراف والتاثت الأمور بالأندلس والمغرب أجمع أما الأندلس فبتكالب العدو عليها وفناء حماتها وأما المغرب فبخلاء كثير من قراه وأمصاره من وقعة العقاب .
ثم ظهرت بنو مرين بجهة فاس سنة ثلاث عشرة وستمائة وكانوا موطنين بصحراء فيجيج وما والاها فاقتحموا المغرب في هذه السنين لخلائه