@ 257 @ إلى بيعته ويعدهم ويمنيهم فتلقته وفود العرب والهساكرة وصنهاجة آزمور ببعض الطريق فبايعوه وساروا معه حتى نزل بلاد هسكورة ثم كتب إلى خاصته من وزراء المرتضى أن يعلموه بحال البلد والدولة فراجعوه أن أسرع السير وأقبل ولا تخشن شيئا فإنا قد فرقنا الجند في أطراف البلاد وهذا وقت انتهاز الفرصة فزحف أبو دبوس إلى مراكش حتى إذا انتهى إلى أغمات وجد بها الوزير أبا زيد بن يكيت في جيش من حاميتها فناجزه الحرب فانهزم ابن يكيت وقتل عامة أصحابه .
وسار أبو دبوس يؤم مراكش ومعه سفيان وبنى جابر وكبيرهم يومئذ علوش بن كانون السفياني فلما دنوا من مراكش أغار علوش على باب الشريعة منها والناس في صلاة الجمعة حتى ركز رمحه بمصراع الباب ودخلت سنة خمس وستين وستمائة والمرتضى بمراكش غافل عن شأن أبي دبوس والأسوار خالية من الحامية والحراص فقصد أبو دبوس باب أغمات وتسور البلد من هنالك ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها وصمد إلى القصبة فاقتحمها من باب الطبول واستولى عليها .
وقال ابن أبي زرع إن دخول أبي دبوس مراكش كان من باب الصالحة وذلك ضحى يوم السبت الثاني والعشرين من المحرم سنة خمس وستين وستمائة والصالحة التي اضيف إليها هذا الباب هي بستان كبير من جملة بساتين أجدال دار الخلافة بمراكش ولا زال هذا البستان مشهور بهذا الإسم إلى الآن وهو من إنشاء عبد المؤمن بن علي رحمه الله فقد ذ كر الشيخ أبو عبد الله بن محمد عذارى الأندلسي في كتاب البيان المعرب عن أخبار المغرب أن بستان المسرة الذي بظاهر جنان الصالحة أنشأه عبد المؤمن بن علي كبير الموحدين قال وهو بستان طوله ثلاثة أميال وعرضه قريب منها فيه كل فاكهة تشتهى وجلب إليه الماء من أغمات واستنبط له عيونا كثيرة .
قال ابن اليسع وما خرجت أنا من مراكش في سنة ثلاث وأربعين