@ 190 @ وشانئ غمرته من الكفار خدام الماء وأولياء النار تحكمت فيهم أطراف العوالي وصدور الشفار وتحصل منهم من تخطاه الحمام في قبضة الأسار فعجبنا من تيسير هذا المرام وإخماد الله لهذا الضرام وقلنا تكييف لا يحصل في الأوهام وتسديد لا تستطيع إصابته السهام كلما قدح الخلاف زندا أطفأ سعدكم شعلته أو أظهر الشتات ألما أبرأ يمن طائركم علته ما ذاك إلا لنية صدقت معاملتها في جنب الله تعالى وصحت واسترسلت بركتها وسحت وجهاد نذرتموه إذا فرغت شواغلكم وتمت واهتمام بالإسلام يكفيه الخطوب التي أهمت فنحن نهنيكم بمنح الله ومننه ونسأله أن يلبسكم من إعانته أوقى جننه فأملنا أن تطرد آمالكم وتنجح في مرضات الله أعمالكم فمقامكم هو العمدة التي يدافع العدو بسلاحها وتنبلج ظلماته بصفاحها وكيف لانهنئكم بصنع على جهتنا يعود وبشابقنا تطلع منه السعود فتيقنوا ما عندنا من الاعتقاد الذي رسومه قد استقلت وكتفت وديمه بساحة الود قد وكفت والله عز وجل يجعل لكم الفتوح عادة ولا يعدمكم عناية وسعادة وهو سبحانه يعلي مقامكم وينصر أعلامكم ويهني الإسلام أيامكم والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته اه .
ولما نزل أبو الفضل بساحل السوس لحق بعبد الله السكسيوي صاحب الجبل المنسوب إليه ودعا لنفسه وكان ذلك إثر مقدم الحاجب ابن أبي عمرو من فتح بجاية سنة أربع وخمسين وسبعمائة فجهز السلطان أبو عنان إليه عسكره من تلمسان وعقد على حرب السكسيوي وابي الفضل لوزيره فارس بن ميمون بن وردار فسار حتى نزل على جبل السكسيوي وأحاط به وأخذ بمخنقه واختط مدينة لمعسكره وتجمير كتائبه بسفح ذلك الجبل سماها القاهرة ولما اشتد الحصار على السكسيوي بعث إلى الوزير يسأله الرجوع إلى طاعته المعروفة وأن ينبذ العهد إلى أبي الفضل ففارقه وانتقل إلى جبال المصامدة ودخل الوزير فارس أرض السوس فدوخ أقطارها ومهد أكنافها وسارت الألوية والجيوش في جهاتها ورتب المسالح في ثغورها وأمصارها .
وسار أبو الفضل ينتقل في جبال المصامدة إلى أن انتهى إلى صناكة