@ 123 @ وانه الذي ابتنى مدائنه مثل إفريقية وصقلية واتفق المؤرخون من العرب على غزو إفريقش الحميري من التبابعة أرض المغرب اه وما نقله عن ابن الكلبي من غزو حمير أرض المغرب قد نقل أيضا إنكاره عن الحافظين أبي عمر بن عبد البر وأبي محمد بن حزم وأنهما قالا ما كان لحمير طريق إلى بلاد البربر إلا في تكاذيب مؤرخي اليمن ثم ذكر أن البعض من البربر كانوا قد دانوا بدين اليهودية وأخذوه عن بني إسرائيل عند استفحال ملكهم لقرب الشام وسلطانه منهم كما كان جراوة أهل جبل أوراس قبيلة الكاهنة وكما كانت نفوسة من برابرة إفريقية وفندلاوة ومديونة وبهلولة وغياثة وبنو فازاز من برابرة المغرب الأقصى حتى محا إدريس الأكبر جميع ما كان في نواحيه من بقايا الأديان والملل .
وقال غير واحد من المؤرخين كان أهل المغرب الأقصى يضرون بأهل الأندلس لاتصال الأرض بينهم ويلقون منهم الجهد الجهيد في كل وقت إلى أن أجتاز بهم الإسكندر فشكوا حالهم إليه فأحضر المهندسين وأتى إلى الزقاق يعني زقاق سبتة فأمرهم بوزن سطح الماء من البحر المحيط والبحر الرومي فوجدوا المحيط يعلو الرومي بشيء يسير فأمر برفع البلاد التي على ساحل البحر الرومي ونقلها من الحضيض إلى الأعلى ثم أمر بحفر ما بين طنجة وبلاد الأندلس من الأرض فحفرت حتى ظهرت الجبال السفلية وبنى عليها رصيفا بالحجر والجيار بناء محكما وجعل طوله اثنى عشر ميلا وهي المسافة التي كانت بين البحرين وبنى رصيفا آخر يقابله من ناحية طنجة وجعل بين الرصيفين سعة ستة أميال فلما كمل الرصيفان حفر