@ 93 @ .
ولما استولى البرتغال على سبتة اعتنى بها وحصنها واستمرت في ملكتهم مدة تزيد على مائتين وخمسين سنة ثم ملكها منهم طاغية الإصبنيول في سبيل مهادنة وشروط انعقدت بينهم بمدنية أشبونة في حدود الثمانين وألف وأخبار السلطان أبي سعيد كثيرة وقد أرخ دولته وسيرته الكاتب أبو إسحاق إبراهيم ابن أحمد التاورتي رحمه الله وتوفي السلطان المذكور سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة وولي الأمر من بعده ابنه عبد الحق الأخير كذا ذكره في جذوة الاقتباس وقد ذكر منويل في أمر أبي سعيد ووفاته ما يخالف هذا قال لما كانت دولة السلطان أبي سعيد المريني كان المسلمون أهل جبل طارق قد سئموا ملكة ابن الأحمر صاحب غرناطة وتحققوا بأن المريني أقوى منه شوكة وأقدر على تخليصهم مما عسى أن ينالهم به الإصبنيول من حصار ونحوه فبعثوه إليه يخطبون ولايته ويعرضون عليه الدخول في طاعته إن هو أمدهم بما يدفعون به في نحر ابن الأحمر فأعجب أبا سعيد ذلك وللحين بعث إليهم أخاه عبد الله بن أحمد المعروف بسيدي عبو ومعه طائفة من الجيش إمدادا لهم وكان قصد أبي سعيد ببعث أخيه عبد الله الحصول على إحدى الفائدتين أما فتح جبل طارق إن كان الظهور له أو الاستراحة منه إن كان عليه لأنه كان يشوش عليه فجاء الأخ المذكور حتى نزل بإزاء جبل طارق ففتح أهل البلد الباب وأدخلوه وأدخلوا جنده وتحصن قائد الغرناطي وعسكره بقلعة الجبل وطير الأعلام بذلك إلى صاحبه فبعث إليه جيشا قويت به نفسه فنزل من القلعة وانضم إليه مدده وقاتلوا جيش المريني فهزموه وقبضوا على عبد الله باليد وعلى جماعة من أصحابه وبعثوا بهم أسرى إلى صاحب غرناطة فعمد صاحب غرناطة إلى عبد الله وأنزله في محل معتبر وأحسن إليه فتخلف ظن السلطان أبي سعيد فيما كان يحب لأخيه من التلف وغاظه فعل ابن الأحمر معه من الإحسان والإبقاء عليه ثم أن أبا سعيد دبر حيلة بأن بعث من قبله رجلا إلى أخيه ليسقيه السم ويستريح