@ 120 @ بعد وقت إلى أن دخلت في طاعته في رمضان سنة ست وسبعين وثمانمائة وخرج عنها الحفيد ودخلها محمد الشيخ المذكور في أوائل شوال من السنة المذكورة وهو مورث الملك لبنيه بها اه وقد تقدم لنا أن الذي خلع الشريف من الملك هو أبو الحجاج يوسف بن منصور الوطاسي وأن حضرة فاس الجديد قد بقيت بعد ذهاب الشريف إلى تونس في يد زهور الوطاسية والقائد السجيري إلى أن قدم السلطان محمد الشيخ والله تعالى أعلم .
وقال منويل في أخبار محمد الشيخ هذا ما صورته كانت مملكة المغرب الأقصى في غاية الاضطراب والانتكاس حتى طمع في ملكها كل من كانت توسوس له نفسه بذلك واستولى ابن الأحمر على جميع الثغور التي كانت لبني مرين بأرض الأندلس ولم يترك لهم قيد شبر واشرأبت أجناس الفرنج للتغلب على المغرب وفي تلك المدة كان بآصيلا محمد الشيخ الوطاسي وكان شجاعا مقداما وأحس من نفسه بالقدرة على الاستيلاء على كرسي فاس وتنحية الشريف عنه لا سيما مع ما كان الناس فيه من افتراق الكلمة فجمع جندا صالحها وزحف إلى فاس فبرز إليه الشريف والتقوا بأحواز مكناسة فوقعت بينهما حرب عظيمة كانت الكرة فيها على الوطاسي ثم جمع عسكرا آخر وزحف به إلى فاس وحاصرها نحو سنتين والشريف فيها مع أرباب دولته وفي أثناء الحصار ورد عليه الخبر باستيلاء البرتغال على آصيلا وعلى بيت ماله الذي كان بها وعلى حظاياه وأولاده فأفرج عن فاس ورجع مبادرا إلى آصيلا فحاصرها ولما امتنعت عليه عقد مع البرتغال هدنة وعاد سريعا إلى فاس فحاصرها وضيق على الشريف بها حتى خرج فارا بنفسه وأسلمها إليه فدخلها محمد ا لشيخ وتمت بيعته وتفرغ لتدويخ القبائل التي بأحواز فاس وغيرها فدخلوا في طاعته واغتبطوا به اه كلامه