@ 158 @ قتله الوزير فقال لها سبق ذلك في علم الله وإن الآخر سيلحقه الآن يعني الوزير فوعك الوزير تلك الليلة وسلط عليه آكال في جسمه فتمزق لحمه وتقطع شيئا فشيئا إلى أن هلك لليال قلائل من مرضه فاعتبر الناس والسلطان بذلك ومن ذلك الوقت زاد الأمراء وغيرهم في احترام حرم زاوية الشيخ المذكور اه .
وكان للسلطان أبي العباس اعتقاد في المتصلحين وأرباب الأحوال فمن فوقهم من أهل العلم والدين من ذلك ما حكاه في الدوحة أيضا في ترجمة أبي الحسن علي الصنهاجي المعروف بالدوار قال كان أبو الحسن المذكور من الملامتية وكان يدخل دور الملوك من بني وطاس فيتلقاه النساء والصبيان يقبلون يديه وقدميه فلا يلتفت إلى أحد ويعطونه الثياب الرفيعة والذخائر النفيسة ويلبسه السلطان يعني أبا العباس من أشرف لباسه فإذا خرج تصدق بجميع ذلك ويمر على حوانيت الزياتين فيغمس أكمام الحلة التي تكون عليه ويبرقعها بالزيت أو بالسمن ولا يزال يدور في الأماكن ويصرخ باسم الجلالة اه قالوا وكان السلطان أبو العباس المذكور واقفا عند إشارة الفقيه أبي مالك عبد الواحد بن أحمد الوانشريسي وهو ابن صاحب المعيار لا يتعدى أمره ولا يخالف رأيه كما وقع له في مسألة رجل إسلامي يعرف بعبد الرحمن المنجور وكان تاجرا جامعا للمال فشهد عليه في حكاية طويلة أربعون رجلا من العدول باستغراق ذمته فأخذه السلطان أبو العباس الوطاسي وقتله وصير أملاكه لبيت مال المسلمين فرغب أولاد المنجور من السلطان أن يؤدوا له عشرين ألف دينار ويرد إليهم أملاكهم ويسقط عنهم بينة الاستغراق فقال السلطان لحاجبه اذهب إلى الشيخ عبد الواحد الوانشريسي وشاوره في ذلك وعرفه بأني في الحاجة إلى هذا المال لأجل هذه الحركة التي عرضت لي فذهب الحاجب إليه وأخبره بمقالة السلطان ورغبته في قبول ذلك فقال الشيخ