@ 46 @ هذه التمائم لأن صاحبنا ليس عنده شيء من هذا وأيضا فيمكن أن تقيك هذه التمائم بعض الوقاية فقال لهم لا أنزعها لأن مثل هذا لا يتقى به في الحرب ولا يغني في الظاهر من السيف والرمح شيئا وإنما فيها أسماء الله ولا يحسن بي أن أطرحها في هذه الحالة التي أنا مشرف فيها على الموت فيكون ذلك سوء أدب مني مع اسم الله تعالى وربما يكون سببا في خذلاني فرجع النصرانيان إلى قائدهما وأخبراه بالقضية فقال لا بد من نزعها فعادا إليه وزعم لويز أن المسلمين وافقوا على نزعها وقال له العدلان إن الحق مع النصارى لأنا كشفنا صاحبهم كشفا تاما وراوده القائد أيضا فأصر على الامتناع معتذرا بما سلف ولما لم يحصلوا على طائل رجع المسلمون إلى بلدهم ولم يكن براز قال لويز وعد النصارى ذلك غلبا وجعلوا يصيحون ويخرجون البارود قال وكان سور الجديدة مكسوا بالنساء والصبيان واغتاظ قائد آزمور فسجن المسلم المذكور لكونه جر هذه المذلة على المسلمين .
قلت من تأمل وأنصف علم أن الفشل إنما هو من جانب النصارى لأن تلك التمائم من حيث الظاهر لا تغني شيئا وكون بركتها تقيه من ضربات السيف وطعنات الرمح فهذا لا يعتقده النصارى بل ولا يسلمونه فلم يبق إلا الفشل والتعلل بما لا اعتبار به عند العقلاء ثم قال لويز وقد كانت بين المسلمين والنصارى بعد ذلك وقائع فأبلى فيها ذلك المسلم البلاء الحسن وعرف محله من الشجاعة اه والحق ما شهدت به الأعداء وإنما أثبت هذه الحكاية بطولها لغرابتها ولما اشتملت عليه من خلال الفتوة ومنازع النخوة الإيمانية فنسأله سبحانه وتعالى أن يعلي منار الدين ويكبت كيد الجاحدين والمعتدين آمين .
وفي سنة سبعين وتسعمائة ولى السلطان الغالب بالله الفقيه أبا مالك عبد الواحد بن أحمد الحميدي قضاء فاس فطالت مدته