المرابع واقتفيت مناقد المنافع وانقضى عصر البطيخ وجاء عرف الطبيخ وعرف الطريخ وأوان التشريح والتسريح ومر زمان الإجتناء واستمر أبان الاجتنان وما اكتنى الواجد الا بواجد الاكتنان ورعي الهشيم وروعي المشيم وشيم البارق وسيم الشارق وليم المفارق واستديم المرافق وأمتعت الليالي بأسمارها وأقمارها وأسرعت المذاكي في إجرائها لمضمارها وراقت بجالي الأطباق وشاقت مجالي الأخلاق وتقوضت مباني البروق وتعوضت بمغاني البيوت ودنت مناقلة المناقل وتناثر خلال خال الهواء طل الهواطل $ ذكر الرحيل إلى بعلبك .
وقال الأمراء للسلطان هذا أوان الإنصراف ووقت الإنحراف وقد قضينا حق المقام وأمنا على ثغور الإسلام وتسددت بنا مرامي المرام فقال قد بقيت في النفس حاجة بعلبك نقضيها وعزمتنا في تلسمها نمضيها فإن المتحصن بها من متخوف متعزف فنحضره ونحصره ونهديه ونبصره ونعظه ونوقظه ونحفظه بحمدنا ولا نحفظه وإن أهملنا أمره أو أمرنا بإهماله لم نأمن من ضيق مجال احتماله ويحمله تخيله على تحيله ويشرع في توسله بتسوله وربما أطمع الفرنج في الثغر وأفضى سر الشر إلى الجهر على أن حق ابن المقدم مقدم ولا شك أنه متندم لكنه يحمله اللجاج على ما لا يصح به المنهاج ودينه قوي ويقينه روي ولعله لا يحوجنا إلى المطاولة ولا يحرجنا بالمماطلة ولا يزعجنا ويخرجنا إلى المنازلة .
فسرنا على طريق الزراعة لقصد حصد زرع الخلاف ورد من يكدر بظلم نفسه إن صفا إلى الإنصاف واعادة المنكر العادي إلى الاعتذار والاعتراف وجئنا وراسلناه بالاستعطاف والاستسعاف وداريناه لشيخوخته كالأطفال بالألطاف وكان نزولنا بظاهر بعلبك على رأس عينها وطالبتها العزائم لمتقتضى دينها بدينها وطالت