جمعتهم الجوامع وقمعتهم حتى هانوا ودانوا المقامع وأنا جالس بقرب السلطان منفردا استعرضهم بقلمي في الدستور ومشاركا أولياء الله في الحبور والسرور فأجلسهم من حوله وآنسهم بقوله وأمر لهم بفراء مصيصية فأقروا بطولة طوله ومن ألطاف الله أا وخواصه الحاضرين لم نزد على عشرين والأسراء قد أنافوا على سبعين وقد أنزل الله علينا السكينة وخصهم بالذلة المستكينة وطلع الصباح ورفح المصباح وقمنا وصلينا بالوضوء الذي صلينا به العشاء والأعطاف من المسرة قد شارفت الانتشاء .
ثم جلسنا حتى تم عرض المأسورين فبلغوا مائتين ونيفا وسبعين من الفرسان المقدمين سوى من أسره آسره في خيمته ولم يسمح بهديته وسوى من لا يذكر من الأتباع فإنهم عدوا عن سقط المتاع .
ثم نقل الأسرى إلى دمشق فاعتقلوا وبالحديد ثقلوا فأما ابن بارزان فإنه بعد سنة بذل في نفسه مائة وخمسين ألف دينار واطلاق ألف أسير من المسلمين وكان الفقيه ضياء الدين عيسى من نوبة الرملة عندهم من المأسورين فالتزم إدراكه وأن يؤدي من قطيعته المذكورة القطيعة التي عرف بها فكاكه وأما هو ابن القومصية فإنه استفكته أمة بخمسة وخمسين ألفا من الدنانير الصورية وأما أود مقدم الداوية فإنه انتقل من سجنه إلى سجين فطلبت جيفته فأخذوها بإطلاق أسير من مقدمي المؤمنين وكال أسر الباقين فمنهم من هلك وهو عان ومنهم من حرج بقطيعة وأمان $ ذكر فصل من كتاب أنشأته عن السلطان في هذه الوقعة المباركة والألطاف المتداركة إلى مجاهد الدين قايماز بالموصل .
صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس السامي المجاهدي لا زالت موارد البشرى