ويستبد إلى استبداده ويستند باسناده رآني يوما بين يدي السلطان وهو يأمرني بفصول اكتبها ومقاصد في مجاوبات مخاطبات أرتبها ومذاهب متنوعة أجنسها وأهذبها وأنا ساكت مصغ وساكن غير لاغ ولا ملغ فعجب مني في السكوت والسكون واطراقي وترك استفهامي عن طرق تلك الفنون فلعبت به مرجمات الظنون فقمت وكتبت الكتاب ونظمت تلك الاراب ورتبت الابواب واعجبت بانشائي وأنشأت العجاب وكسوت كل معنى لفظ الفضل وختمت كل قضية بفص الفصل وزدت وزنت وعيرت بحصا الحصافه ما وزنت وجئت بالكتاب مسطورا وبالادب منشورا وبالفضل منثورا فأقرأه معز الدين فرخشاه فقال لله درك من فضلاء الكتاب وتلا ! < وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب > ! ولقد كان له في عقودى اعتقاد ولنقودى انتقاد ولأمورى افتقاد وعلى حضورى اذا غبت عنه اتقاد وكان من اهل الفضل ويفضل على اهله ويغني الكرام عن الابتذال بكرم بذله ومن اخص خواصه وذوى اصطفائه واستخلاصه الصدر الكبير العالم تاج الدين ابو اليمن الكندى أوحد عصره ونسيج وحده وقريع دهره وهو علامة زمانه وحسان احسانه ووزير دسته ومشير وقته وجليس انسه ورفيق درسه وشعاع شمسه وحبيب نفسه يروى بصوب روائه و يروي صواب صوب ارائه ولي في هذا الملك قصائد ملكت وحسنت بعوائد حسناه عوائدها وكانت منائحه بواعث القرائح ودواعي المدائح ولو اوردت ما مدحته به لافردت به ديوانا ورفعت في سوق الفضل بنقوده النضارية ميزانا ولكني اورد قصيدة هائية موسومة بجواهر الفقر وفرائد الدرر منظومة مدحته بها في أول سنة صحبت فيها السلطان الى مصر وهي سنة اثنتين وسبعين ووردت بها من فيض فضله العذب المعين وعارضها تاج الدين أبو اليمن بكلمة بديعة في وزنها ورويها وحسن ريها وطيب رياها وريها فأما كلمتي فهي $ من الكامل $