مستكشفا بحجب النجاة بارسال ذوات الحجاب وابرازهن ومستكفا ليد القتل بمن لم يكن جوابه غير احرازه واحرازهن ولم يعارض في نفسه ولا في قومه ولا في أمواله وهي ما هي من ذخائر موفرة ومكاسب أرباح مخسرة وكانت الحقوق عنها مذودة وكانت مستقرة في مأمنها من يديه والامال دونها مطرودة وغض الخادم كل عين عن عينه وورقه وصانه في مخيمه من الفقر صيانته في ذات سوره وخندقه واستوفى شرط الوفاء بما أعطاه من موثقه .
وهذه آمد فهي مدينة ذكرها من العالم متعالم وطالما صادم جانبها من تقادم فرجع عنها مقدوعا أنفه وإن كان فحلا وقرعها فريد الهمة وان استصحب حفلا ورأى حجرها فقدر انه لا يفك له حجر وسوادها فحسب انه لا ينسخه فجر وجمية أنف أنفها فاعتقد انه لا يستجيب لزجر من ملوك كلهم طوى صدره على الغليل إلى موردها وكلهم وقف منها وقفة المحب السائل فلم يفز بما أمل من جواب بعهدها ورأى الخادم ان الخادم نور الدين بن قرا ارسلان قد تقدمت منه في الخدمة مكاونه وشرطت عليه في وقت الغزاة الى الكفر معاونه وأنه جارها الادنى الدار وخاطبها وابن خاطبها في سالف الاعصار وانه ذو جيش مجرور وأراد ان يجعله بولايتها ذا جيش جرار فسلمها اليه وشرط عليه ما شرط من الديوان العزيز عليه من معدلة تنسخ ما كان بها من ظلمة الظلم ونزاهة ان يكون اتباعها من حكمة الحكم وتخفيف الوطأة وتحسين السمعة وقبول الوصايا الديوانية التي هي لاولياء أمير المؤمنين صلوات الله عليه منهاج وشرعه ولما رأى صاحب ميافارقين ان أخت صاحبته قد ابتنى بها ابن عمه خاف ان يجمع له بين الاختين فراسل ببذل الخدمة التي يكون فيها لنور الدين ثاني اثنين والخادم يقول من حيث املاه الولاء فانه يقول من لسانه ويجني من جنانه ويقتطف نور القبول من بستانه ولا يقدم على ذكره مذكرا ويعيذه