حول حمى الطب وحومه وسباحته في بحر الغرور وعومه دهمه من خطر البلاء ما لم يخطر بباله من قومه فان أجناد حارم اتهموه بمراسلة الفرنج ومداخلتهم فأخرجوه واكرهوه على النزول ونزل به المكروه واعلنوا بشعارنا وكشفوا ليل لبسهم بنهارنا فسرنا اليها وتسلمناها ودبرنا امرها واحكمناها ووفرنا من الاحسان حظ أولئك المسلمين وتلونا في حقهم ! < إن الله لا يضيع أجر المحسنين > ! فحينئذ صفت الشرائع وأضاءت المطالع ورجفت انطاكية رعبا وأثارت من رهج اختلاطهم ووهج اختلافهم سحبا وايقن الفرنج بانتهاء مدتها واقتضاء عدتها واقواء قواها وقطع مناياهم طريق مناها فراسل صاحب انطاكية ضارعا وللعجز عارضا والى الانقياد مسارعا وسير إلينا من اسارى المسلمين عدة وافية واظهر استكانة لاسباب الايقاع فيه منافية وانخذل الفرنج في جانب القدس وربضوا وانهاضوا فما قدروا لخوا فيهم من الخوف ان ينهضوا $ كتاب آخر من انشائي $ .
صدرت المكاتبة مبشرة بما من الله به من الفتح العزيز والنصر والوجيز والنجح الحريز والموهبة الواهبة قوة الاستظهار والعارفة المعرفة زيادة الاستبصار والنعمة التي جلت النعماء فجلت وحلت في مذاق الشكر حلت وعلت بإعلاء كلمة الدين فانهلت وعلت وطالت يدها بالطول وبأديها أظلت وذلك فتح حلب الذي در حلبه ونجح طلبه وبلغ أمد الفلج غلبه ووضح لحب هذه الدولة القاهرة لحبه فإنه قد سكنت الدهماء منذ سكنت الشهباء وبشرت بهما بالأمس أختها السوداء لما كان لنا من فتحها اليد البيضاء فاخضرت الغبراء وآلت إلا تغبر بعدها إلا في سبيل الله الخضراء وتلاها فتح حارم الذي انحلت به الداهية الحمراء وعلت بالعواصم لقمع بني الأصفر راياتنا الصفراء واهتزت طربا إلى الجهاد في أيدي شائميها ومعتقليها البيضاء والسمراء فقد زال الشغب وأسفر عن الراحة التعب وخمد اللهب وأخذت للغزاة الأهب وسقت غيمة الرأي بالري حلب وقد اتحدت كلمة الإسلام وعساكره وصدقت زواجره وربحت بالتنقل في الأسفار متاجره والحمد لله الذي ضاعف المنن وأضعف عن شكرها المنن وشمل بالألفة وألف الشمل وافضل بظهورنا وأظهر الفضل