$ ونسخة الكتاب الكريم الفاضلي إلي بخطه .
توجهت حضرة سيدنا القاضي الأجل الإمام الصدر العالم عماد الدين فخر الإسلام مجد العراق صفوة الإمام ذي البلاغتين وما بين ذلك من النعوت التي لا تستوعب أوصافها ولا توجب أنصافها ولا تلف أقطار محاسنها ولا تجمع طرفها وأطرافها أمتع الله ببقائها وزاد في علائها وضاعف مواد حبائها ولا أخلى منها عيون وقلوب أحبائها ولا فسخت روائع الدهر عقود احتبائها وكأنما صدف بوجهها وقلبها وأعرضت برسلها وكتبها وأوجفت بخيل القطيعة ورجلها وألقت ما فيها من المودة وتخلت عن حملها ولو أنها استصحبت القلوب الشيقة وتركت الصدور الضيقة لما جاز أن تطالب بحق قد مطلت به وألطت ولا أن يحاكم إلى عدل وركائب نواها بعد أن حطت ( ولكن طلابيها لما فات من عقلي ) مع أن مكاتباتها عن المجلس العالي الملكي الناصري أعز الله أنصاره ومهد مقاره يشعر من سلامة نصبتها وجملتها وحضور خواطر بلاغتها وانجاد حاضر بديهتها واستقلال ركائب الأقلام ما حدا حاد من براعتها بما يوجب تارة فرح الشكر وتارة مرح السكر ويعلم بأن البحر لا يخشى عليه إملاق ذخائر الدر ولقد تضاعفت المسرة بما تجدد لها في هذه السفرة من ثبوت الجأش ومضائه وبراءتها من أثر كرب الخوف ورحضانه فأبقت الأقلام حجة ظاهرة على السيوف كما أبقت في الأسماع حلية زايدة عن الشنوف وما من جماعة الأخوان والأصحاب الا من يذكرها ذكر الهواتف النقاب والشوارف السقاب ومن لا يتعال الا بالجريدة وكشفها والخريدة ورشفها وتباهي باسمه المورد في وصفها وصفها ومن لا يزال يقطف غض طرفها التي توجب على الهمم غض طرفها وإن تجدد لها متجدد عراقي أو خراساني فلا تدفن فيه النوى ولا تكل على استتار الأخبار عنهم بالندى والله الخليفة عليها نفسا ومالا ومآلا وجملة منها الحاجب إبراهيم فإنه يزيد الجملة جمالا $ فكتبت في جواب تشريفه وأصف الجماعة في مصر .
أعز الله نصر المجلس العالي الأجلي الفاضلي ولي النعم ومولى الأمم ومولي الكرم وضاعف جلاله ورادف إقباله وساعف آماله وأوضح مناهج الأيام بمباهج أيامه وانجح مني أهل الرجاء باصفاء مناهل أنعامه وأدام مفاخر الزمان بمفاخر زمانه وأطاب ما ثره من مآثره واحسانه ولا أخلى إخلاف الفضل من در أفضاله وأحلى أحلام