@ 162 @ بلاد كثيرة من غير قتال واستمر الى ان مات فى عصر يوم السبت ثالث عشر ذى الحجة سنة 841 أحدى وأربعين وثمان مائة وعهد الى ابنه العزيز بالسلطنة وأن يكون الأتابك جقمق نظام المملكة وكثر تزاحم الناس عليه وكانت أيامه هدوا وسكونا ولكنه كان موصوفا بالشح والبخل والطمع مع الجبن والخور وكثرة التلون وسرعة الحركة والتقلب في الامور وشمل بلاد مصر والشام الخراب وقلت الاموال بها وافتقر الناس وسائت سيرة الحكام والولاة مع بلوغ اماله ونيل أغراضه وقهر أعاديه وقتلهم بيد غيره وله مآثر فى أرض مصر عظيمة منها المدرسة المنسوبة اليه ومدحه بعض العلماء بتوسيعه على الطلبة فوق ما كان يفعله من قبله فقال السبب ان من تقدم من الفقهاء لم يكونوا يوافقون الملوك على أغراضهم فلم يسمحوا لهم بكثير أمر وأما فقهاء زماننا فهم لاجل كونهم فى قبضتنا وطوع أمرنا نسمح لهم بهذا النزر اليسير قال السخاوى وهذا كان إذ ذاك والا فالان مع موافقتهم لهم فى اشاراتهم فضلا عن عباراتهم لا يعطونهم شيئا بل يتلفتون لما بأيديهم ويحسدونهم على اليسير انتهى .
( 106 ) برقوق الملك الظاهر أبو سعيد الجركسى .
واسمه الطنبغا ولكنه سمى بذلك الاسم لنتوء في عينيه كأنهما البرقوق كان مملوكا لرجل يقال له الخواجه عثمان ثم ملكه الأشرف شعبان فلما قتل ترقى الى أن صار أمير أربعين ثم ما زال يترقى حتى قبض على بعض الأمراء الكبار وتولى التدبير للدولة مكانه ثم حصل التنافس بينه وبين أمير يقال له بركه ووقع بينهما حرب وكان الغلب لبرقوق فقبض على