@ 113 @ والحكمة والجبر والمقابلة والطب والهيئة والهندسة والحساب وصار فريد عصره .
ويروى عنه أنه قال أعرف نحو عشرين علما ما سئلت عن مسئلة منها ومع ذلك فكان شديد الفاقة ربما مضت الأيام والليالى ولا يجد درهما بحيث يضطر إلى بيع بعض نفائس كتبه ثم تحرك له الحظ فأولى ما ولى تدريس الشيخونية في سنة 805 ثم ولى بعد ذلك التدريس في أماكن ثم قضاء المالكية بالديار المصرية في سنة 823 وسافر مع السلطان مرة بعد أخرى وحج وجاور بمكة سنة كان في المجاورة على قدم عظيم من العبادة وكثرة التلاوة ونشر العلم وقد تفرد في عصره بكثرة الفنون وتزاحم الطلبة بل العلماء بل الأئمة في الأخذ عنه من جميع الطوائف وله تصانيف منها المغنى في الفقه ولم يكمل وشفاء الغليل على مختصر الشيخ الجليل ولم يكمل أيضا وحاشية على المطول للتفتازانى وعلى شرح الطوالع للقطب وعلى المواقف للعضد وله نكت على الطوالع للبيضاوى ومقدمة مشتملة على مقاصد الشامل في الكلام وأخرى في العربية وله نظم فمنه .
( ولم أنس ذاك الإنس والقوم هجع % ونحن ضيوف والقراء منوع ) .
( وعشاق ليلى بين باك وصارخ % وآخر منهم بالوصال ممتع ) .
( وآخر في الستر الإلهي متيم % تغوص به الأمواج حينا وترفع ) .
( وآخر قرت حاله فتميزت % معارفه فيما يروم ويدفع ) .
( وآخر افنى الكل عن كل ذاته % فكل الذى في الكون مرأى ومسمع ) .
( وآخر لا كون لديه ولاله % رقيب يلاحظه يثنى ويجمع ) .
ولم يزل على ارتفاع مكانه في أمور الدنيا والدين حتى مات في ليلة الجمعة ثالث عشر رمضان سنة 842 اثنتين وأربعين وثمان مائة بالقاهرة