@ 174 @ $ محمد بن صالح الجيلانى الفارسى ثم اليمنى $ .
نشأ ببلاد العجم وأخذ علم الطب عن أهلها ثم ارتحل إلى الهند في أيام السلطان ابى الحسن قطب شاه ملك الدكن فنال هنالك دنيا عريضه وطار ذكره ثم توجه للحج فركب البحر ومعه ذخائر وكتب نفيسة فانكسر المركب ولم يخرج الا بنفسه وأقام بمكة زمانا ثم ركب البحر أيضا يريد بلاد الهند فاجتاز باليمن والخليفة فيها الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن القاسم فلما تحقق فضله في الطب استدعاه إلى حضرته وأحسن إليه ورغبه في السكون باليمن فرغب وأجرى له النفقات الواسعة ونال من آل الإمام القاسم الرغائب وانتفع به الناس وطار صيته واشتهر ذكره ولم يدخل اليمن فيما اظن اعرف منه بالطب ولم يزل ذكره مشهورا في الناس إلى الآن يحكون عنه غرائب في الطب تتحير لها الأذهان وتطرب لسماعها الآذان .
ومما يحكى عنه ما ذكره صاحب نسمة السحر في ترجمته قال سمعت أن بعض نساء الأغنياء كانت حاملا فلما اثقلت اصبحت في بعض الأيام ميتة لا حراك بها ولم يكن ظهر بها مرض فاستدعى أهلها جماعة من الأطباء فقضوا بموتها فجأة فلم تطب نفس أهلها دون ان ينظر إليها صاحب الترجمة فلما رآها قال لوالدها ان اعطيتنى مائة قرش رأيتها الساعة في عافية فالتزم له بذلك فجس فؤادها ثم اخرج ابرة معه فجعل ينقش بها على فواءدها برفق فقامت في عافية فسر بذلك اهلها ثم سألوه عن سبب العلة فقال ان الجنين قبض بيده على الشريان الذى ينفذ فيه النفس من الرئة فلما أحس بالإبرة ارسل يده فذهب المانع .
لكنى رأيت هذه الواقعة بعينها في