@ 12 @ وتوجه إلى الشام فحصرها في شعبان من التي تليها وهرع إليه الامراء وتعصب الشاميون لمنطاش فما أفاد بل انهزم منطاش بعد أن دامت الحرب بينهما مدة ووصل في تلك السنة إلى حلب وقرر أمر البلاد ونوابها وعاد إلى القاهرة في المحرم سنة أربع وتسعين ، واستقر قدمه في المملكة حتى مات على فراشه في ليلة نصف شوال سنة احدى بعد أن عهد بالسلطنة لولده فرج وله يومئذ تسع سنين لأنه ولد عند خروجه من الكرك ولذا سماه فرجا واستخلف القاضي ) .
الشافعي الخليفة وجميع الامراء وخلع عليه ويقال انه بلغ ستين سنة وكانت مدة استقلاله بأمور المملكة من غير مشارك تسع عشرة سنة وأشهرا ، ومدة سلطنته في المرتين ست عشرة سنة ونحو نصف سنة ، ومن آثاره المدرسة الفائقة بين القصرين لم يتقدم بناء مثلها في القاهرة وسلك في ترتيب من قرره فيها مسلك شيخون في مدرسته قرر فيها أربعة من المذاهب وشيخ تفسير وشيخ اقراء وشيخ حديث وشيخ ميعاد بعد صلاة الجمعة وغير ذلك وحبب الشريعة وانتفع به المسافرون كثيرا وأماكن بالمسجد الحرام وبعض المواليد وقبة عرفة وغير ذلك به وبالمدينة النبوية وأبطل ضمان المغاني بعدة بلاد منها منية بني خصيب والكرك والشوبك وكان الاشرف أبطله من الديار المصرية ومكس القمح بعدة بلاد أيضا وكذا أبطل ما كان يؤخذ من أهل البرلس وما حولها وهو في السنة ستون ألفا وعلى القمح بدمياط وعلى الفراريج بالغربية وعلى الملح بعنتاب وعلى الدقيق بالبيرة وعلى الدريس والحلفا بباب النصر ، وكان شهما شجاعا ذكيا خبيرا بالامور إلا أنه كان طماعا جدا لا يقدم على جمع المال شيئا ولقد أفسد أمور المملكة بأخذ البدل على الولايات حتى وظيفة القضاء والامور الدينية وكان جهوري الصوت كبير اللحية واسع العينين عارفا بالفروسية خصوصا اللعب بالرمح يحب الفقراء ويتواضع لهم ويتصدق كثيرا ولا سيما إذا مرض . وقد ترجمه الفاسي في مكة قال وله سيرة طويلة جمعها بعض أهل العصر في مجلد . قلت قد جمعها ابن دقماق ثم العيني ، وذكره المقريزي في عقوده وبيض له وأنه أول ملوك الجراكسة . .
49 برقوق الظاهري جقمق . / كان من خواص السقاة ثم تأمر في الايام الاينالية ورقاه الظاهر خشقدم وصار أحد المقدمين وجدد تربة بباب القرافة وعمل فيها صوفية شيخهم ابن السيوطي بسفارة الموقع أبي الطيب السيوطي ولم يلبث أن ولي نيابة الشام بعد برسباي البجاسي . ومات وهو مع العسكر بحلب في شوال سنة سبع وسبعين واستقر بعده في النيابة جانبك قلقسين وأنجب ولدا ذكيا اسمه عليباي .